الْغَنَمِ لِلذِّئْبِ ، أَلاَ مَنْ دَعَا إِلَى هَذَا الشِّعَارِ فَآقْتُلُوهُ ، وَلَوْ كَانَ تَحْتَ عِمَامَتِي هذِهِ ، فَإنَّمَا حُكِّمَ الْحَكَمَانِ لِيُحْيِيَا مَا أَحْيَا آلْقُرْآنُ ، وَيمِيتَا مَا أَمَاتَ الْقُرْآنُ ، وَإِحْيَاؤُهُ الاِجْتِمَاعُ عَلَيْهِ ، وَإِمَاتَتُهُ آلاِفْتِرَاقُ عَنْهُ. فَإنْ جَرَّنَا الْقُرْآنُ إِلَيْهِمُ اتَّبَعْنَاهُمْ ، وَإِنْ جَرَّهُمْ إِلَيْنَا اتَّبَعُونَا»(١).
بهذا فقد عرفنا أنّ ما قالوه عن أبي بكر من أنّه أوّل من جمع القرآن قول باطل لا يتفّق مع الحقائق العلمية والرؤية التاريخية ، كما أنّ (المصحف الإمام) المتداول بين المسلمين لم يكن مصحف أبي بكر ، ولا مصحف عمر ، ولا حتّى مصحف عثمان ، بل هو المصحف المتواتر بين المسلمين والذي كان يقرأ به المسلمون في آناء الليل وأطراف النهار وهو الموجود خلف فراش رسول الله(صلى الله عليه وآله) والذي جمعه أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب وهو المقروء سوره في صلاتهم.
ولا أنكر إمكان اختلاف مصحف الإمام عليّ عليهالسلام مع المصحف الموجود في الترتيب والقراءة من زيادة ونقصان في الحركات والأبنية والحروف ، أو تقديم وتأخير(٢) في بعض الأحيان ، لأنّ الاختلاف في ترتيب مصاحف الصحابة شيء يقرّه الجميع ، وهو لا يعني بطلان الكتاب العزيز أو وقوع
__________________
(١) نهج البلاغة ٢ / ٨ ح ١٢٧ من كلام له عليهالسلام للخوارج.
(٢) فيقتلون بفتح ياء المضارعة مع بناء للفاعل في إحدى الكلمتين وبظمها مع بناء الفعل للمفعول في الكلمة الأخرى.