عَنْ كِتَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وَقَدْ قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ : «فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيء فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ» فَرَدُّهُ إِلى اللهِ أَنْ نَحْكُمَ بِكِتابِهِ ، وَرَدُّهُ إِلَى الرَّسُولِ أنْ نَأْخُذَ بِسُنَّتِهِ ، فَإِذا حُكِمَ بِالصِّدْقِ في كِتَابِ اللهِ فَنَحْنُ أَحَقُّ النَّاسِ بِهِ ، وَإِنْ حُكِمَ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله) ، فَنَحْنُ أَحَقُّ النَّاسِ وَأَوْلاَهُمْ بِهَا»(١).
* وقال عليهالسلام وهو يكشف للخوارج شبهتهم وينقض حكم الحكمين : «فإِنْ أَبَيْتُمْ إِلاَّ أَنْ تَزْعُمُوا أَنّي أَخْطَأْتُ وَضَلَلْتُ ، فَلِمَ تُضَلِّلَونُ عَامَّةَ أُمَّةِ مُحَمَّد(صلى الله عليه وآله) بِضَلاَلي ، وَتَأْخُذُونَهُمُ بِخَطَئي ، وَتُكَفِّرُونَهُمْ بِذُنُوبي ! سُيُوفُكُمْ عَلَى عَوَاتِقِكُمْ تَضَعُونَهَا مَواضِعَ الْبُرْءِ وَالسُّقْمِ ، وَتَخْلِطُونَ مَنْ أَذْنَبَ بِمَنْ لَمْ يُذْنِبْ ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أنَّ رَسُولَ الله(صلى الله عليه وآله) رَجَمَ الزَّانِيَ الْمُحْصَنَ ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ ، ثُمَّ وَرَّثَهُ أَهْلَهُ ، وَقَتلَ الْقَاتِلَ وَوَرَّثَ مِيرَاثَهُ أَهْلَهُ ، وَقَطَعَ السَّارِقَ وَجَلَدَ الزَّانِيَ غَيْرَ الْمُحْصَنِ ، ثُمَّ قَسَمَ عَلَيْهِمَا مِنَ الْفَيْءِ ، وَنَكَحَا الْمُسْلِماتِ ، فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله) بِذُنُوبِهِمْ ، وَأَقَامَ حَقَّ اللهِ فِيهمْ ، وَلَمْ يَمْنَعْهُمْ سَهْمَهُمْ مِنَ الإسْلاَمِ ، وَلَمْ يُخْرِجْ أسْمَاءَهُمْ مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ ، ثُمَّ أنْتُمْ شِرَارُ النَّاسِ ، وَمَنْ رَمَى بِهِ الشَّيْطَانُ مَرَامِيَهُ ، وَضَرَبَ بِهِ تِيهَهُ ! وَسَيَهْلِكُ فِيّ صِنْفَانِ : مُحِبٌّ مُفْرِطٌ يَذْهَبُ بِهِ الْحُبُّ إِلى غَيْرِ الْحَقِّ ، وَمُبْغِضٌ مُفْرِطُ يَذْهَبُ بِهِ الْبُغْضُ إلَى غَيْرِ الْحَقِّ ، وَخَيْرُ النَّاسِ فِيَّ حَالاً النَّمَطُ الاَْوْسَطُ فَالْزَمُوهُ ، وَالْزَمُوا السَّوَادَ الأَعْظَم فَإِنَّ يَدَ اللهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ ! فَإنَّ الشَّاذَّ مِنَ النَّاسِ لِلشَّيْطانِ ، كَمَا أنَّ الشَّاذَّ مِنَ
__________________
(١) نهج البلاغة ٢ / ٥ ح ١٢٥ من كلام له عليهالسلام في التحكيم.