ثمّ قبلت شهادة أعرابيٍّ بائل على عقبيه(١) عليها ، وأخذت منها فدكاً وزعمت أنّه فيء للمسلمين ، وقد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : (البينة على المدّعي ، واليمين على المدّعى عليه) ، فرددتَ قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) : (البينة على من ادّعى ، واليمين على من ادّعي عليه).
قال : فدمدم الناس وأنكروا ، ونظر بعضهم إلى بعض وقالوا : صدق والله عليّ بن أبي طالب...»(٢).
إنّ دعاة «لا حكم إلاّ لله» و«حسبنا كتاب الله» و«بيننا وبينكم كتاب الله» كانوا يريدون أن يستغلّوا القرآن الذي هو حمّال ذو وجوه لضرب العترة ، والقول بأنّهم أخطؤوا في مواقفهم وضلّوا عن السبيل ـ والعياذ بالله ـ.
وكذا اطروحتهم في جمع القرآن ، فإنها قد جاءت في السياق نفسه
__________________
(١) إشارة إلى مالك بن أوس بن الحدثان النضري الذي لم تكن له صحبة ، ومع ذلك روى أكثر من رواية عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، وقد اتّهمه ابن خراش بوضع حديث «نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة» انظر تاريخ البخاري ٧ / ٣٠٥ / الترجمة ١٢٩٦ ، قال : وقال بعضهم له صحبة ولم يصحّ ، والجرح والتعديل ٨ / ٢٠٣ / الترجمة ٨٩٦ ، قال : ولا يصحّ له صحبة للنبيّ (صلى الله عليه وآله) ، والثقات لابن حبّان ٥ / ١٣٨٢ / الترجمة ٥٣٠٨ ، قال : ومن زعم أنّ له صحبة فقد وهم ، وذكره ابن سعد في طبقة من أدرك النبيّ (صلى الله عليه وآله) ورآه ولم يحفظ عنه ، طبقات ابن سعد ٥ : ٥٦ ، الكامل في الضعفاء ٤ / ٣٢١ / الترجمة ١١٥٥ ، عن ابن خراش حديث لا نورّث ما تركناه صدقة باطل ، وانظر لسان الميزان ٣ / ٤٤٤ / الترجمة ١٧٣٢ ، ميزان الاعتدال ٤ / ٣٣٠ / الترجمة ٥٠١٤.
(٢) الاحتجاج ١ / ١٢١ ، ١٢٣ ، تفسير القمّي ٢ / ١٥٥ ـ ١٥٧.