البيان ، وعندما بحث نعمة الله الصالحي النجف آبادي طاب ثراه عن نماذج من هذه الروايات في تفسير التبيان للشيخ الطوسي ولم يعثر على شاهدلها في المصادر الحديثية الشيعية المتقدّمة فقد تبنّى الرأي القائل بأنّ الشيخ الطوسي نقل هذه الروايات من تفسير الطبري والتي هي في واقع الأمرأقوال الصحابة والتابعين ، والمراد من (أبو جعفر) في عبارات الشيخ الطوسي في واقع الأمر هو أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري.
وكما بيّنت في مقالة مستقلّة أنّ هذا الرأي لا يمكن أن يكون صحيحاً ، فإنّ هذه الروايات بأسرها جاءت لأوّل مرّة في تفسير المغربي المصابيح في تفسير القرآن وأنّ مصدرها الأصلي تفسير محمّد بن سائب الكلبي (ت ١٤٦ هـ)حيث يعدّ ـ بناءً على بعض الأقوال ـ من تلامذة الإمام محمّد الباقر عليهالسلام (١).
وللتفصيل في هذا الأمر بشكل أدقّ يمكننا بيان أنموذج من روايات الكلبي التي وردت في تفسير المغربي تحت عنوان أبو جعفر وقد نقلها ابن طاووس نصّاً من نصّ تفسير الكلبي.
فقد قام ابن طاووس في كتابه سعد السعود بنقل فصول من التفاسير القديمة ومن جملتها أصل تفسير الكلبي الذي كان بحوزته ، ومن ضمن ما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ولمزيد من التوضيح في هذا المجال أنظر مقالة كاتب هذه السطور تحت عنوان (مأكله ى سالانه ى يهود : بررسى روايت تفسيرى در منابع كهن شيعى وسنّى).في مجلّة بژوهشهاى قرآن وحديث (مقالات وبررسيها) العدد ٢ سنة ١٣٩٠ ش.