فقال : أُحدّثك أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) مرض مرضةً ، فدخلتْ عليه ابنته فاطمة عليهاالسلام وأنا جالس عن يمينه وحذيفة بن اليمان جالسٌ بين يديه ، فلمّا رأت ضعف النبيّ (صلى الله عليه وآله) استعبرت.
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا بنيّة ، ما يبكيك؟ فقالت : مخافة الضيعة بعدك.
فقال لها : يا بنيّة ، أما علمت أنّ الله اطّلع إلى أهل الأرض ـ ولم يغيبوا عنه طرفة عين قطّ ـ فاختار منها أباك ، فاصطفاه رسولاً رحمةً على خلقه وأمّرني ، ثمّ اطّلع ثانية فاختار منها(١) بعلك ، فاصطفاه واتّخذه حجّة على خلقه وأمرني فزوّجتك إيّاه ، واتّخذه وصيّاً قائماً بأمري من بعدي.
ثمّ قال : يا بنيّة ، أوما علمتِ أنّ من كرامتك على الله أنّ زوّجَكِ أعظمَهم حلماً ، وأكثرهم علماً ، وأقدمهم سلماً.
يا بنيّة ، إنّ لبعلك مناقبٌ أخصّه الله بها : إيمانه باللّه ورسوله ، وعلمه ، وحكمته ، وزوجته ، وسبطاه الحسن والحسين ، وأمره بالمعروف ، ونهيه عن المنكر ، وقضاءه بما أنزل الله.
يا بنيّة ، إنّا أُعطينا أهل البيت سبعاً لم يُعطَها أحدٌ قبلنا : إنّ نبيّنا خير الأنبياء ، وهو أبوكِ ، ووصيّنا خير الأوصياء وهو بعلكِ ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عمّ أبيك ، ومنّا مَن له جناحان(٢) خضيبان(٣) يطير في الجنّة ، وهو ابن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في المخطوط : (منهم).
(٢) في المخطوط : (جناحين) والمثبت موافق للقواعد.
(٣) خضبه : غيّر لونه بحمرة أو صفرة أو غيرهما كما في لسان العرب ١ / ٣٥٧.