فإنّ كلّ هذه
الأخبار تجعلنا نطمئنّ بإِقدام الإمام عليهالسلام على جمع القرآن من خلف فراش رسول الله(صلى الله عليه وآله) قبل أن يشرع أبوبكر
في جمع القرآن أو أن يكلّف زيد ابن ثابت بالجمع.
فالسؤال هو : لو
كان القرآن قد كتب وجمع ورتّب على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) في مصحف واحد
، فما الداعي لإعادة جمعه من جديد على عهد أبي بكر؟.
ألم يقولوا بأنّ
معاذاً ، وأُبيّاً ، وسعيداً ، وأبا الدرداء ، وزيداً ، وأبا زيد ، قدجمعوا القرآن
على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟ وأَنَّ جمعهم كان جمع تدوين وكتابة لا جمع
حفظ في الصدور كما وضّحناه.
فإن كان هذا الخبر
صحيحاً ، فلماذا يجمعه أبوبكر مرّة أخرى؟
باعتقادي أنّ ما
برَّرُوه في الجواب ـ بأنّ جمعهم كان حفظاً في الصدور والذاكرة ـ هو عليل ، لأنّ
غالب الصحابة كانوا قد حفظوا القرآن أوجزءاً منه ، وكانوا يرتّلونه آناء الليل
وأطراف النهار ، ولذلك سُمّي القرآن قرآناً لكثرة قراءتهم إيّاه ، بل كانت لهم
مصاحف تامّة كمصحف الإمام عليّ عليهالسلام أو ناقصة كمصاحف غيره من الصحابة ، وإلاّ ، فأيّ شيء أحرق عثمان إن لم يكن
هناك مصاحف؟ أم أيّ شيء طلبه أبو بكر وعمر من الصحابة حينما جمعت المصاحف عندهم
لمّا أرادوا توحيدها بزعمهم؟!
إذن مع صحّة هذه
الأخبار فلا مبرّرَ لجمعه من جديد.
فتلخّص من كلّ ما
سبق :