* وقال اليعقوبي (ت ٢٩٢ هـ) في تاريخه : «وروى بعضهم أنّ عليّ ابن أبي طالب كان جمعه لمّا قبض رسول الله وأتى به يحمله على جمل ، فقال : هذا القرآن قد جمعته ، وكان قد جزّأه سبعة أجزاء ، فالجزء الأوّل البقرة ...»(١).
* وروى ابن الضريس (ت ٢٩٤ هـ) في فضائل القرآن : «أخبرنا أحمد ، ثنا أبو عليّ بشر بن موسى ، ثنا هوذة بن خليفة ، ثنا عوف ، عن محمّد بن سيرين ، عن عكرمة فيما أحسب ، قال :
لمّا كان بعد بيعة أبي بكر ، قعد عليّ بن أبي طالب في بيته ، فقيل لأبي بكر : قد كره بيعتك. فأرسل إليه ، فقال : أكرهت بيعتي؟. فقال : لا والله ، قال : ما أقعدك عنّي؟ قال : رأيت كتاب الله يُزاد فيه ، فحدّثت نفسي أن لا ألبس ردائي إلاّ لصلاة جمعة حتّى أجمعه ، فقال له أبوبكر : فإنّك نِعْمَ ما رأيت.
قال محمّد [بن سيرين] : فقلت له(٢) : ألّفوه كما أنزل الأوّل فالأوّل؟ قال : لو اجتمعت الإنس والجنّ على أن يؤلّفوه ذلك التأليف(٣) ما استطاعوا. قال محمّد : أراه صادقاً»(٤).
* وفي كتاب المصاحف للسجستاني (ت ٣١٦ هـ) بسنده عن ابن سيرين أنّه قال : «لمّا توفّي النبيّ(صلى الله عليه وآله) أقسم عليّ أن لا يرتدي برداء إلاّ لجمعة حتّى يجمع القرآن في مصحف ، ففعل ، فأرسل إليه أبوبكر بعد أيّام :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تاريخ اليعقوبي ٢/١٣٥.
(٢) أي لعكرمة.
(٣) يعني به تأليف علي عليهالسلام.
(٤) فضائل القرآن لمحمّد بن أيّوب بن الضريس : ٣٦/ح ٢١.