قاله وهجاؤه الكوفة وأهلها ـ ذِكرَ تأليف عليّ بن أبي طالب القرآن وأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)عهد إليه عند وفاته أن لا يرتدي بُرْدَهُ إلاّ لجمعة حتّى يجمع القرآن ، فجمعه ، ثمّ حكى عن الشعبي على إِثر ما ذكره أنّه قال : كان أعلم الناس بما بين اللوحين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام»(١).
* وقال العلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) في كشف اليقين وهو في مقام بيان فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام : «وإنّه عليهالسلام اشتغل بجمع القرآن بعد موت النبيّ(صلى الله عليه وآله)قبل كُلّ أحد. روى أبو المؤيّد [يعني أَخْطب خوارزم الموفّق بن أحمدالحنفي] ، بإسناده إلى عليّ عليهالسلام ، قال : لمَّا قبض رسول الله(صلى الله عليه وآله) أقسمت أن لاأضع ردائي عن ظهري حتّى أجمع ما بين اللوحين ، فما وضعت ردائي عن ظهري حتّى جمعت القرآن ...»(٢).
وقال أيضاً في تذكرة الفقهاء : «يجب أن يُقرأ بالمتواتر من القراءات وهي السبعة ... ويجب أن يُقرأ بالمتواتر من الآيات وهو ما تضمّنه مصحف عليّ عليهالسلام لأنّ أكثر الصحابة اتّفقوا عليه ، وحرق عثمان ما عداه»(٣).
بهذا فقد عرفت أنّ أخبار المصحف موجودة في الكتب الحديثية والفقهية والكلامية والتفسيرية الشيعية ، وفي بعضها ترى الإمام عليهالسلام قد جمعه في ثلاثة أيّام ، وفي أُخرى سبعة أيّام ، وفي ثالثة ستّة أشهر. فكان علينا السعي للجمع بين تلك الأقوال ، وخصوصاً حينما نرى أنّ أخبار مصحف أمير المؤمنين عليهالسلام لم تنحصر في كتب الشيعة ، بل هي موجودة في كتب الجمهور أيضاً ، وإليك تلك الأخبار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سعد السعود : ٢٢٨.
(٢) كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين : ٦٥.
(٣) انظر تذكرة الفقهاء ٣/١٤١/مسئلة ٢٢٧ مبحث الوضوء.