أنزله الله تعالى على نبيّه محمّد(صلى الله عليه وآله) هو ما بين الدفّتين ، وهو ما في أيدي الناس ... إلى أن يقول :
كما كان أمير المؤمنين عليهالسلام جمعه ، فلمّا جاءهم به قال : هذا كتاب ربّكم كما أنزل على نبيّكم ، لم يُزَدْ فيه حرف ، ولم يُنْقَصْ منه حرف ، فقالوا : لا حاجة لنا فيه ، عندنا مثل الذي عندك. فانصرف وهو يقول : (فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)»(١).
وروى رحمهالله أيضاً في التوحيد والأمالي خطبة لأمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : «قال أميرالمؤمنين عليهالسلام في خطبة خطبها بعد موت النبيّ(صلى الله عليه وآله) بسبعة أيّام ، وذلك حين فرغ من جمع القرآن»(٢).
وقال الشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ) : «لا شكّ أنّ الذي بين الدفّتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله وليس فيه شيء من كلام البشر ، إلى أن يقول :
وقد جمع أمير المؤمنين عليهالسلام القرآن المنزل من أوّله إلى آخره ، آلفه بحسب ما وجب من تأليفه ...»(٣).
وقال أيضاً في كتاب آخر : «وقد قال جماعة من أهل الإمامة إنّه لم يُنْقَصْ من كلمة ولا من آية ولا من سورة ، ولكن حذف ما كان مثبتاً في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة آل عمران : ١٨٧ ، الاعتقادات للصدوق : ٨٦ ، والحديث تجده في بصائر الدرجات : ٢١٣/ح ٣ والكافي ٢/٦٣٣/ح ٢٣.
(٢) التوحيد : ٧٣/ح ٢٧ ، الأمالي : ٣٩٩/ح ٩ ، وفيه : بتسعة أيّام وقد أشار الطريحي في مجمع البحرين ١/٣٩٨ إلى مفاد هذه الرواية في مادّة (جمع).
(٣) المسائل السروية : ٧٨ ـ ٨٢ المسألة التاسعة صيانة القرآن من التحريف ، لزوم التقيّد بما بين الدفّتين.