ولا فيك ، فانصرف به معك لا تفارقه ولا يفارقك ، فانصرف عنهم فأقام أمير المؤمنين عليهالسلامومن معه من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول الله(صلى الله عليه وآله)»(١).
* وفي خصائص الأئمّة للشريف الرضي (ت ٤٠٦ هـ) عن هارون بن موسى ، عن أحمد بن محمّد بن عمّار ، عن أبي موسى الضرير ، عن الكاظم عليهالسلام ، عن أبيه عليهالسلام قال : «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعليٍّ عليهالسلام حين دفع إليه الوصية : ... إنّي لأعرف خلاف قولهم ، فإذا قبضتُ وفرغتَ من جميع ما أوصيتك به ، وغيّبتني في قبري فالزم بيتك ، واجمع القرآن على تأليفه ، والفرائض والأحكام على تنزيله ، ثمّ امض على عزائمه وعلى ما أمرتك به ، وعليك بالصبر على ما ينزل بك منهم حتّى تقدم عليّ»(٢).
* وروى الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ) احتجاج الإمام عليّ عليهالسلام على الزنديق الذي قال له : «لولا ما في القرآن من الاختلاف والتناقض لدخلت في دينكم ... ، حيث يقول أمير المؤمنين عليهالسلام في جملة جوابه : قال : (يُرِيْدُوْنَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ الله) ولقد أُحْضِروا الكتاب كُمُلاً مشتملاً على التأويل والتنزيل ، والمحكم والمتشابه ، والناسخ والمنسوخ ، لم يسقط منه حرف ألف ولا لام ، فلمّا وقفوا على ما بيّنه الله من أسماء أهل الحقّ والباطل ، وأنّ ذلك إن أظهر نقض ما عهدوه ، قالوا : لا حاجة لنا فيه ، نحن مستغنون عنه بما عندنا ، وكذلك قال : (فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) إثبات الوصية : ١٢٣.
(٢) خصائص الأئمّة : ٧٢ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٢/٤٨٣ ـ ٤٨٤ ، تاريخ الأنبياء باب وصيّته عند قرب وفاته/ ح ٣٠ باختلاف يسير.