نسيتُ آية من كتاب الله ولا عِلْماً أملاه عَلَيَّ وكتبته منذ دعا الله لي بما دعا ، وما ترك شيئاً علَّمَهُ اللهُ ـ من حلال ولا حرام ، ولا أمر ولا نهي كان أو يكون ولا كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو معصية ـ إلاّ علَّمنيه وحفظته ، فلم أنس حرفاً واحداً ، ثمّ وضع يده على صدري ودعا الله لي أن يملأ قلبي علماً وفهماً وحكماً ونوراً ، فقلت : يا نبيّ الله بأبي أنت وأمي منذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس شيئاً ولم يَفُتْني شيء لم أكتبه ، أفتتخوّف عَلَيَّ النسيان فيما بعد؟ فقال : لا ، لستُ أتخوّف عليك النسيان والجهل»(١).
وعنه عليهالسلام أنّه قال : «إنّ كلّ آية أنزلها الله في كتابه على محمّد(صلى الله عليه وآله) عندي بإملاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخطّ يدي.
وتأويل كلّ آية أنزلها الله على محمّد(صلى الله عليه وآله) وكلّ حلال أو حرام أو حدّ أو حكم أو أيّ شيء تحتاج إليه الأمّة إلى يوم القيامة عندي مكتوب بإملاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخطّ يدي حتّى أرش الخدش»(٢).
* وذكر المسعودي(٣) (ت٣٤٦ هـ) في إثبات الوصية موقف الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام من الحوادث الّتي أعقبت وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، قال : « ... ألّفته كما أمرني وأوصاني رسول الله(صلى الله عليه وآله) كما أُنْزِل ، فقال له بعضهم : اتركه وامضِ ، فقال لهم : إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال لكم : (إنّي مخلّف فيكم الثقلين ، كتاب الله ، وعترتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض) ، فإن قبلتموه فاقبلوني معه ، أحكم بينكم بما فيه من أحكام الله. فقالوا : لا حاجة لنا فيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الكافي (الأصول) ١/٦٤ ، فضل العلم باب ٢١/ح ١ ، وشرح أصول الكافي للمازندراني٢ /٣٠٦ ، جامع أحاديث الشيعة ١/١٦.
(٢) الاحتجاج ١/٢٢٣ ، كتاب سُلَيْم بن قيس : ٢١١ ، بحار الأنوار ٣١/٤٢٤.
(٣) ذكرناه على القول بأنّه شيعي.