عنه : رأيتُكَ خرجتَ بثوب مختوم عليه فقلت : (يا أيّها الناس ، إنّي لم أزل مشغولاً برسول الله(صلى الله عليه وآله) ، بغسله وتكفينه ودفنه ، ثمّ شُغِلْتُ بكتاب الله حتّى جمعته ، فهذا كتاب الله مجموعاً لم يسقط منه حرف) ، فلم أر ذلك الكتاب الذي كتبتَ وألَّفت ، ولقد رأيتُ عمر بعث إليك ـ حين استخلف ـ أن : ابعث به إلَيَّ ، فأبيتَ أن تفعل. فدعا عمر الناس ، فإذا شهد اثنان على آية قرآن كتبها وما لم يشهد عليها غير رجل واحد رماها ولم يكتبها! ...
فأجابه أمير المؤمنين عليهالسلام قائلاً :
يا طلحة ، إنّ كلّ آية أنزلها الله في كتابه على محمّد(صلى الله عليه وآله) عندي بإملاء رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخطّ يدي.
وتأويل كلّ آية أنزلها الله على محمّد(صلى الله عليه وآله). وكلّ حلال أو حرام ، أو حدّ أو حكم ، أو أيّ شيء تحتاج إليه الأمّة إلى يوم القيامة عندي مكتوب بإملاء رسول الله وخطّ يدي حتّى أَرْش الخَدْش.
قال طلحة : كلّ شيء من صغير أو كبير أو خاصّ أو عامٍّ ، كان أو يكون إلى يوم القيامة فهو مكتوب عندك؟ قال : نعم ، ... إلى أن يقول الإمام عليّ عليهالسلام :
فلمّا قبض رسول الله(صلى الله عليه وآله) مال الناس إلى أبي بكر فبايعوه وأنا مشغول برسول الله(صلى الله عليه وآله) بغسله ودفنه ، ثمّ شغلت بالقرآن ، فآليت على نفسي أن لا أرتدي إلاّ للصلاة حتّى أجمعه في كتاب ، ففعلت»(١).
* وفيه أيضاً احتجاج ابن عبّاس على معاوية إذ قال : يا معاوية ، إنّ عمر ابن الخطّاب أرسلني في إمارته إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : إنّي أريد أن أكتب القرآن في مصحف ، فابعث إلينا ما كتبت من القرآن. فقال عليهالسلام :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) كتاب سُلَيْم بن قيس : ٢٠٩ ـ ٢١٦ ، وانظر الاحتجاج : ٢٢٣ ، بحار الأنوار ٢٦/٦٥ ، ٣١/٤٢٣ ، و ٨٩/٤١ ، وتفسير الصافي ١/٤٢.