علاقة الإمام عليّ عليهالسلام بالقرآن الكريم وأنّ عنده علم الأنبياء والمرسلين ، نأتي بها كأدلّة داعمة لقولنا ، وهي :
* عن سُلَيْمِ بْنِ قَيْس الهِلالِيِّ (ت٧٦ هـ) وهو يتحدّث عن تلك الحقبة الّتي عاشها الإمام عليهالسلام بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) : « ... لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلّفه ويجمعه ، فلم يخرج من بيته حتّى جمعه ، وكان في الصحف والشِّظاظ والأَسيار والرقاع. فلمّا جمعه كلّه وكتبه بيده على تنزيله وتأويله والناسخ منه والمنسوخ ، بعث إليه أبوبكر أن اخرج فبايع ، فبعث إليه عليّ عليهالسلام : إنّي لمشغول وقد آليت على نفسي يميناً أن لا أرتدي رداء إلاّ للصلاة حتّى أؤلّف القرآن وأجمعه.
فسكتوا عنه أيّاماً ، فجمعه في ثوب واحد وختمه ، ثمّ خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فنادى عليّ عليهالسلام بأعلى صوته : يا أيّها الناس ، إنّي لم أزل منذ قبض رسول الله(صلى الله عليه وآله) مشغولاً بغسله ، ثمّ بالقرآن حتّى جمعته كلّه في هذا الثوب الواحد ، فلم ينزل الله تعالى على رسول الله(صلى الله عليه وآله) آية إلاّ وقد جمعتها ، وليست منه آية إلاّ وقد أقرأنيها رسول الله(صلى الله عليه وآله)وعلّمني تأويلها.
ثمّ قال لهم عليّ عليهالسلام : لئلاّ تقولوا غداً : (إِنَّا كُنَّا عَنْ هذَا غَافِلِينَ). ثمّ قال لهم عليّ عليهالسلام : لئلاّ تقولوا يوم القيامة إنّي لم أَدْعُكُمْ إلى نُصْرتي ولم أذكّركم حقّي ، ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته.
فقال عمر : ما أغنانا بما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه»(١).
* وفيه أيضاً على لسان طلحة : «يا أبا الحسن ، شيء أريد أن أسألك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) كتاب سُلَيْم بن قيس : ١٤٧ ، الاحتجاج ١/١٠٧ ، بحار الأنوار ٢٨/٢٦٥ ، ٨٩/٤٠.