إلى الحجون(١) ، ونبشت قبر عبد المطّلب فرفعت الصفيح [عن لحده] فإذا هو مواجه القبلة ، فحمدت الله على ذلك وطبقت الصفيح عليهما ، [فأنا] وصىّ الأوصياء وخيرة ورثة الأنبياء»(٢) (٣)[.
١٥ ـ [وعن عامر الشعبي ، قال :
«طلبني الحجّاج عليه اللّعنة يوماً فدخلت وخشيت منه ، فأجلسني وعنده رجل مقيّد بالأغلال سيفه بين يديه ، [فقال : إنّ هذا(٤)] الشيخ يقول : إنّ الحسن والحسين كانا ابني رسول الله ، [فليأتني بحجّة] من القرآن وإلاّ ضربته ، [فقلت :] يجب أن تحلّ [قيده] فإنّه إذا احتجّ لا محالة يذهب [وإن] لم يحتجّ [فـ]ـالسيف لا [يقطع هذا الحديد ، فحلّوا قيوده وكبوله ، فنظرت] فإذا هو سعيد بن جبير(٥) ، فحزنت بذلك ، وقلت : كيف يجد حجّة على ذلك من القرآن؟
فقال [له] الحجّاج عليه اللّعنة : ائتني بحجّة من القرآن على ما ادّعيت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الحجون : بفتح أوّله على وزن فعول ، موضع بمكّة عند المحصّب ، وهو جبل المشرف الذي بحذاء مسجد البيعة الذي يلي شعب الجزّارين. ينظر معجم البلدان ٢/٢٢٥ ، معجم ما استعجم ٢/٤٢٧ ، النهاية لابن الأثير ١/٣٤٨.
(٢) الإصابة لابن حجر ٧/٢٠٢ ، الكنى والألقاب ١/١١٠ ، مستدرك سفينة البحار ٦/٥٦٣.
(٣) هذا الحديث غير موجود في نسخة (س).
(٤) سقطت من هذا الحديث ألفاظ كثيرة فهو مرتبك جدّاً ، لذا أعدنا ما سقط منه من كتاب (مقتل الحسين) للخوارزمي وجعلنا ذلك بين معقوفين.
(٥) سعيد بن جبير ـ بالجيم المضمومة ـ الأسدي الكوفي مولى بني والبة ويكنّى أبا محمّد ، من كبار التابعين ورؤسائهم ، يعدّ من خيار أصحاب السجّاد(ع) ، وهو أوّل من كتب كتاباً في تفسير القرآن ، قتله الحجّاج الثقفي في شعبان سنة خمس وتسعين وله تسع وأربعون سنة ، دفن في واسط وله فيها مشهد كبير مُزار. ينظر رجال الطوسي /١١٤ ، الإكمال في أسماء الرجال /١٩٨.