ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتباعهم ومن قضاتهم ، وقد اتّهمه أصحاب الجرح والتعديل بالوضع والتزوير ، ويكفّيه ذلاًّ وعاراً بما وصفه به الإمام السجّاد عليهالسلام من أوصاف ذميمة.والغريب في هذا الحديث أنّه لا يتّهم أبا طالب بالكفر فحسب بل يتجرّأ ويتعدّى على أصل شجرة النبوّة ونطفة الرسالة عبد المطّلب رضياللهعنه ، هذا بعد أن ثبت بالدليل القاطع أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) ما زال متقلّباً بين الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهّرة ولم تنجّسه الجاهلية قطّ حتّى ولادته (صلوات الله وسلامه عليه) ، والأحاديث في ذلك تحفل بها كتب السنّة ، وقد مرّ شيءٌ منها في المودّة الأولى من هذا الكتاب ، وبعد كل هذا يتجرّأ المنافقون وتنعر بأنفسهم أحقاد الجاهلية الأولى ، فيتّهمون آباء النبيّ بالكفر والضلال (والعياذ باللّه) ، وشدّدوا في بهتانهم هذا على سيّد الأباطح وشيخ الأئمّة أبي طالب عليهالسلام بعد أن عجزوا أن يجدوا مثلبة واحدة لعلىّ ابنه ، فراحوا يتصيّدون بالماء العكر ، ففرّغوا أحقادهم وسمومهم على كافل الرسالة والدارئ عنها بطش قريش ومكرها والذي أعلن إسلامه قولاً وشعراً ونثراً ، ولكن هكذا شاء القدر أن يُجازى من قبل هؤلاء الذين اتخذوا الإسلام لعقاً على ألسنتهم وما لهم منه من نصيب ، وهذه بعض أشعار أبي طالب المسطورة في ديوانه الذي جمعه ابن أبي هفّان المتوفّى سنة ٣٩٢ هـ والتي شهد بصحّة انتسابها لأبي طالب كبار أئمّة الحديث أمثال أحمد بن حنبل في مسنده وابن حجر في فتح الباري وابن قتيبة في غريب الحديث والشهرستاني في الملل والنحل وغيرهم ، فضلاً عن كبار أئمّة الشيعة.
قال أبو طالب في قصيدة طويلة مشهورة :
لعمري لقد كلّفت وجداً بأحمد |
|
وأحببته حبّ الحبيب المواصل |
وجـدت بنفسي دونـه وحمـيتـه |
|
ودافعـت عنه بالذرى والكواهـل |
فلا زال في الدنيا جمالا لأهلـها |
|
وشينا لمن عادى وزين المحافل |
حليماً رشيداً حازماً غير طائش |
|
يوالي إله الخلق ليس بماحل |
فأيّده ربّ العباد بنصره |
|
وأظهر ديناً حقّه غير باطل |
ألم تعلموا أنّ ابننا لا يكذّب |
|
لدينا ولا نرضى بدين الأباطل؟ |
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه |
|
ثمال اليتامى عصمة للأرامل |
يلوذ به الهلاّك مـن آل هاشـم |
|
فهـم عنـده في نعـمـة وفـواضـل |