ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وميراثك من رسول الله ، إلاّ أنّي سمعت أباك رسول الله(ص) يقول : لا نورّث ، ما تركناه فهو صدقة. فقالت : أرأيتكما أن حدّثتكما حديثاً عن رسول الله(ص) تعرفانه وتفعلان به؟ قالا : نعم.فقالت : نشدّتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحبّ فاطمة ابنتي فقد أحبّني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟ قالا : نعم سمعناه من رسول الله(ص). قالت : فإنّي أشهد الله وملائكته أنّكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبيّ لأشكونّكما إليه.فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله من سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثمّ انتحب أبو بكر يبكي حتّى كادت نفسه أن تزهق ، وهي تقول : والله لأدعونّ الله عليك في كلّ صلاة أصلّيها ، ثمّ خرج باكياً ...» ينظر الإمامة والسياسة لابن قتيبة ١/٢٠.
هذا وقد أخرج البخاري في صحيحه عن الرسول (ص) قال : «فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني» ٤/٢١٠ ـ ٢١٩ ، والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة ، منها ما في صحيح مسلم ٧/١٤١ ، وسنن الترمذي ٥/٣٦٠ ، ومسند أحمد بن حنبل ٤/٥ وفضائل الصحابة للنسائي /٧٨ ، وغيرها ممّا جاء بألفاظ وأسانيد مختلفة.
وقد روى الطبري صاحب دلائل الإمامة ، قال : (.... وعفى ـ أي أمير المؤمنين ـ موضع قبرها وأصبح البقيع ليلة دفنت فيه أربعون قبراً جُدداً ...... فقال ولاة الأمر منهم : هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتّى نجدها فنصلّي عليها ونزور قبرها ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين ، فخرج مغضباً قد احمرّت عيناه ودرّت أوداجه وعليه قباؤه الأصفر الذي كان يلبسه في كلّ كريهة وهو يتوكّأ على سيفه ذي الفقار حتّى ورد البقيع فسار إلى الناس من أنذرهم وقال : هذا علىّ بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حوّل من هذه القبور حجراً ليضعنّ السيف في رقاب الآمرين ، فتلقّاه عمر ومَن معه من أصحابه وقال له : ما لك يا أبا الحسن والله لننبشنّ قبرها ولنصلينّ عليها ، فضرب عليّ (ع) بيده إلى جوامع ثوبه فهزّه ، ثمّ ضرب به الأرض وقال له : يا ابن السوداء أمّا حقّي فقد تركته مخافة أن يرتدّ الناس عن دينهم ، وأمّا قبر فاطمة فوالذي نفس علىّ بيده لان رمت وأصحابك شيئاً من ذلك لأسقينّ الأرض من دمائكم ، فإن شئت فاعرض يا عمر. فتلقّاه أبو بكر فقال : يا أبا الحسن بحقّ رسول الله وبحقّ من فوق العرش إلاّ خلّيت عنه فإنّا