ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو بكر لعلىّ : تقدم فصلّ ، قال : لا والله لا تقدّمت وأنت خليفة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، فتقدّم أبو بكر وكبّر أربعاً». ينظر ميزان الاعتدال ٢/٤٨٨.
وتحدّث عنه ابن حجر بعين ما تقدّم من كلام الذهبي ، ينظر لسان الميزان لابن حجر ٣/٣٣٤.
وقال عنه ابن حبّان : كان يقلب الأخبار ، ولعلّه أقلب على مالك أكثر من مئة وخمسين حديثاً. ينظر كتاب المجروحين لابن حبّان ٢/٣٩.
وقال الحاكم والنقاش : روى عن مالك أحاديث موضوعة. وقال الخليلي : أخذ أحاديث الضعفاء من أصحاب الزهري فرواها عن مالك.
وقال السمعاني : كان يقلب الأخبار لا يحتجّ به ، وقال أبو نعيم الأصبهاني : روى المناكيرينظر جميع ذلك لسان الميزان لابن حجر ٣/٣٣٥.
وقال ابن الأثير : كان يقلب الأخبار ، لا يحتج به. ينظر اللباب في تهذيب الأنساب ٣/١٩.
كلّ هذا يدلّ على بطلان الحديث سنداً ، فضلاً عن أنّ متن الحديث متناقض تماماً مع الواقع ، فكيف يصحّ أن يصلّي أبو بكر وعمر على فاطمة عليهاالسلام وقد ماتت
وهي غضبى عليهما؟! وقد مرّ في الحديث السابق من المتن أنّها أوصت عليّاً أن لا يُعلم أحداً بقبرها ، وما أوصته بذلك إلاّ من أجل أن لا يحظر هؤلاء تشييعها ودفنها والصّلاة عليها ، وذلك لما حدث بينها عليهاالسلام وبينهم من أحداث بعد وفاة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كغصبهم الخلافة وغصبهم فدك وهو ميراثها الشرعي ، والتجرّؤ على مقامها بضربهم إيّاها وإسقاطهم جنينها المحسن وغير ذلك ممّا هو مسطور في كتب التاريخ ، وممّا يدلّ ويؤكّد على أنّ فاطمة ماتت وهي غضبى على أبي بكر وعمر ما رواه ابن قتيبة الدينوري في كتابه الإمامة والسياسة ، قال بعد حديث طويل : « ... فقال عمر لأبي بكر (رض) : انطلق بنا إلى فاطمة فإنّا قد أغضبناها ، فانطلقا جميعاً فاستأذنا على فاطمة فلم تأذن لهما ، فأتيا عليّاً فكلماه فأدخلهما عليها ، فلمّا قعدا عندها حوّلت وجهها إلى الحائط ، فسلّما عليها فلم تردّ عليهما السّلام ، فتكلّم أبو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله والله إنّ قرابة رسول الله أحبّ إلىّ من قرابتي ، وإنّك لأحبّ إلىّ من عائشة ابنتي ، ولو وددت يوم مات أبوك أني متّ ولا أبقى بعده ، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقّك