عدد الأصول
المشهور أنّ عدد (الأصول) أربعمائة ، ولكن لم أقف ـ حسب تتبّعي ـ على تنصيص أكثر من نيّف وسبعين (أصلاً) ذكرها الشيخ الطوسي والنجاشي اللذين قاما بفهرسة مؤلّفات الشيعة ، وخاصّة الطوسي الذي وعد بالاستيفاء ، فإنّه لم يذكر في الفهرست أكثر من تسعة وخمسين (أصلاً) في الوقت الذي لا يعبّر عنه النجاشي بـ : (الأصل) ، ممّا يظهر اختلاف الرأيين في مفهوم (الأصل) ، بل صرّح النجاشي بالاختلاف في بعض المواضع ، كقوله في ترجمة أحمد بن الحسين بن سعيد بن عثمان القرشي : «له كتاب النوادر ومن أصحابنا من عدّه في جملة (الأصول)»(١).
كما أنّ الطوسي وصف بالإجمال حيث قال في ترجمة أحمد بن محمّد بن عمّار الكوفي : «ثقة جليل القدر كثير الحديث و (الأصول)»(٢).
وقال في آل زرارة بن أعين : «ولهم روايات وأصول وتصانيف»(٣).
وبأيّ معنى فسّرنا هذه النصوص المجملة فلا يمكننا تعداد مجموع (الأصول) التي ذكرها الطوسي والنجاشي بأكثر من مائة (أصل).
إذ لو كانت (الأصول) أربعمائة ـ كما هو المشهور ـ فلماذا لم يذكراها وهما قد ضمنا الاستيفاء؟ ولو كانت أقلّ فمن أين جاء التحديد بالأربعمائة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) رجال النجاشي : ٥٠.
(٢) الفهرست : ٥٣.
(٣) الفهرست : ١٠٠.