وفي الحقيقة إذا كانت الكثرة في العدد هي المائز لكان (الكتاب) أهمّ لكثرة العدد فيه دون (الأصل) ، ولكن عرفت أنّ الكثرة العددية وشخصية المؤلّف ليست مائزة وإنمّا المائز الوحيد هو كيفية الرواية ، أعني الرواية سماعاً عن الإمام الصادق عليهالسلام ولا شكّ أنّ هذا يوجب مزية للأصل.
وقال القهبائي :
«يظهر منها [خطبة النجاشي] أيضاً أنّ مدح الرجل بأنّ له مصنّفاً وكتاباً أكثر من مدحه بأنّ له (أصلاً) ...»(١).
وهذا الاستظهار بعيد عن الواقع :
لأنّ النجاشي في مقام ردّ المخالفين الناقدين للشيعة بأنّ لا سلف لهم ولا مصنّف.
بالإضافة إلى أنّ الاصطلاح المدّعى إنّما هو في خصوص (الأصل) و (الكتاب) في القرن الخامس خاصّة ، وأمّا لفظ (المصنّف) و (الجزء) فلا اصطلاح جديد فيها بل هي معانيها اللغوية ، وكذا لفظ (الأصل) و (الكتاب) في عبارات القدماء قبل القرن الخامس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مجمع الرجال ١ / ٩ ، الذريعة ٢٤ / ٣١٧.