ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأمّي أنت يا نبىّ الله ما الثقلان؟
قال(صلى الله عليه وآله) : الأكبر منهما كتاب الله تعالى سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم فتمسّكوا به ولا تضلّوا ، والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوه ولا تقهروه ولا تقصّروا عنهم ، فإنّي قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل ووليّهما لي ولىّ وعدوّهما لي عدوّ ، ألا وإنّها لم تهلك أمّة قبلكم حتّى تتديّن بأهوائها وتظّاهر على نبوّتها وتقتل من قام بالقسط.
ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فرفعها ثمّ قال : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ومن كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ، قالها ثلاث. ينظر مناقب ابن المغازلي /١٨.
وقد نزلت في هذه الواقعة آيات من القرآن الكريم ، فقد نزل قبل الخطبة قوله تعالى : «يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك ...» ، وهي الآية التي أمرت الرسول بتنصيب عليّ عليهالسلاموليّاً وخليفة على المسلمين.
وبعد فراغ الرسول من الخطبة نزل قوله تعالى : «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا».
وحديث الغدير هذا من أبرز ما تواتر في السنّة النبوية الشريفة ، وهو ثابت لدى كبار علماء السنّة وحفاظهم متقدّميهم ومتأخّريهم ، وقد روى هذا الحديث ما يزيد على مائة من الصحابة.
قال الفقيه والمحدّث ابن المغازلي الشافعي بعد إيراده حديث الغدير ما لفظه : «وقد روى حديث غدير خمّ عن الرسول(صلى الله عليه وآله) نحو من مائة نفس ، منهم العشرة ، وهو حديث ثابت لا أعرف له علّة ، تفرّد عليّ عليهالسلام بهذه الفضيلة ليس يشركه فيها أحد» ينظر مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي /٢٧.
وابن المغازلي هذا من كبار علماء السنّة ومن ثقاتهم المعتبرين عندهم.
فحديث الغدير إذاً من الأحاديث التي لا تحتاج إلى كشف وبيان لأهل العلم والدراية ، وقد كتب كبار علماء السنّة كتباً مستقلّة تدور حول حديث الغدير وأسانيده فضلاً عن مصنّفات الشيعة في ذلك ، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر جملة ممّن صنّفوا كتباً مستقلّة في حديث الغدير ، منهم :