وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله(١)»(٢).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في نسخة (هـ) تقديم وتأخير : «واخذل من خذله وانصر من نصره».
(٢) واقعة غدير خمّ من الوقائع التاريخية الثابتة التي لا تقبل المناقشة والجدل ، بل تعتبر من أهمّ الأحداث الواقعة في تاريخ الإسلام ، وقد ذكرها المؤرّخون والمحدّثون والمفسّرون والمتكلّمون واللغويّون وكلّ من كان في موضوعه صلة بتاريخ الإسلام وحوادثه ، وخلاصتها ما ذكره ابن المغازلي في مناقبه عن امرأة زيد بن أرقم ، قالت :
أقبل نبيّ الله من مكّة في حجّة الوداع حتّى نزل (صلّى الله عليه وآله) بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة ، فأمر بالدوحات فقمّ ما تحتهن من شوك ، ثمّ نادى الصّلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) في يوم شديد الحرّ وإنّ منّا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه على قدميه من شدّة الرمضاء ، حتّى انتهينا إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فصلّى بنا الظهر ثمّ انصرف إلينا فقال :
الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكّل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن أضلّ ولا مضلّ لمن هدى ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله.
أمّا بعد أيّها الناس ، فإنّه لم يكن لنبىّ من العمر إلاّ نصف من عمّر من قبله ، وإنّ عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة ، وإنّي قد أسرعت في العشرين ، ألا وإنّي يوشك أن أفارقكم ، ألا وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون ، فهل بلّغتكم؟ فماذا أنتم قائلون؟
فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقول : نشهد أنّك عبد الله ورسوله ، قد بلّغت رسالته وجاهدت في سبيله وصدعت بأمره وعبدته حتّى أتاك اليقين ، جزاك الله عنّا خير ما جزي نبيّاً عن أمّته.
فقال : ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ الله لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله وأنّ الجنّة حقّ وأنّ النّار حقّ وتؤمنون بالكتاب كلّه؟
قالوا : بلى.
قال : فإنّي أشهد أن قد صدّقتكم وصدّقتموني ، ألا وإنّي فرطكم وإنّكم تبعي ، توشكون أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم حين تلقونني عن ثقلي كيف خلّفتموني فيهما؟
قال : فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان حتّى قام رجل من المهاجرين وقال : بأبي