عصر التأليف
تكاد الآراء في عصر التأليف تختلف أشدّ الاختلاف ، وفي الحقيقة هذا الخلاف نابع من التعريف الذي اختاروه لمفهوم (الأصل) ، فبينما نجد بعضهم لا يتعرّض إلى عصر التأليف إطلاقاً ، كما في عبارة الشهيد الثاني المستشهد سنة (٩٦٥ هـ) في الرعاية في علم الدراية ، حيث قال :
«استقرّ أمر المتقدّمين على أربعمائة مصنَّف لأربعمائة مصنِّف سمّوها (أصولاً) فكان عليها اعتمادهم»(١).
ونجد بإزاء ذلك نصوصاً تصرّح بزمن التأليف ويمكن حصرها في قولين :
الأوّل : إنّ زمن التأليف عصر الصادق عليهالسلام ولا تمتنع الرواية عن الباقر والكاظم عليهما السلام وقد تقدّم تفصيلاً.
الثاني : عصر الأئمّة عليهمالسلام من الإمام عليّ عليهالسلام إلى زمان العسكري عليهالسلام ، وذهب إليه كلٌّ من المفيد والسيّد محسن الأمين والشيخ الطهراني ، حيث ذكروا أنّ الإمامية صنّفوا من عهد أميرالمؤمنين عليهالسلام إلى زمن العسكري عليهالسلام أربعمائة كتاب تسمّى (الأصول) (٢).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الرعاية في علم الدراية : ٧٢.
(٢) راجع الذريعة ٢ / ١٣٠ ، أعيان الشيعة ١ / ١٤٠.