ذلك من الجهات العلمية الملحوظة في التفاسير وكلّها كان قد أخذها من رسول الله(صلى الله عليه وآله).
وقد كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يؤكّد للناس بأنّ القرآن لا يُفهم ولا يُدرك بحقائقه إلاّ به أو بالأوصياء من بعده ، وأنّ كلامه حجّة على الناس كما أنّ القرآن حجّة عليهم ، فقد جاء عنه(صلى الله عليه وآله)في ذيل بعض النصوص الصادرة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «ألا وإنّي قد أوتيت القرآن ومثله»(١) ، وفي آخر : «ألا إنّي أوتيت الكتاب ومثله»(٢).
وروى ابن حزم في الأحكام عن العرباص بن سارية ، أنّه : «حضر رسول الله يخطب الناس وهو يقول : أيحسب أحدكم متّكئاً على أريكته قد يظنّ أنّ الله لم يحرّم شيئاً إلاّ ما في القرآن ، ألا وإنّي والله قد أمرت ووعظت ونهيت عن أشياء إنّها لمثل القرآن.
قال ابن حزم : صدق النبيّ هي مثل القرآن ولا فرق في وجوب كلّ ذلك علينا ، وقد صدق الله تعالى إذ يقول : (مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ).
وهي أيضاً مثل القرآن في أنّ كلّ ذلك وحي من عند الله ، قال الله عزّوجلّ : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)»(٣).
وأمّا قولهما : «وما نسب إلى الإمامية من اتّهام كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان بأنّهم حرّفوا القرآن أو أسقطوا منه أو زادوا عليه ، فهو محض افتراء بعيد عن الحقّ ، دفع إليه هوى النفس ، ووسوسة الشيطان».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مسند أحمد ٤/١٣٠/ح ١٧٢١٣ ، الكفاية للخطيب:٢٣.
(٢) مسند أحمد ٤/١٣٠ ، سنن ابن أبي داود ٤/٢٠٠/ح ٢٦٠٤.
(٣) الأحكام لابن حزم ٢/١٥٩ فصل فيما ادّعاه قوم من تعارض النصوص.