عن مصحف عثمان إلاّ في القراءة» ، فلا أدري هل الرسم غير القراءة ، أم أنّه يعني القراءة أيضاً ، وهل يخالف مصحف الإمام عليّ عليهالسلام مصحف عثمان أو لا يخالف؟
٥ ـ قد يكون هذان الأستاذان أرادا بقولهما السابق أن يقولا : بما أنّ مصحف عليّ عليهالسلام يطابق مصحف عثمان ، ومصحف عثمان ـ على فرض صحّته ـ نُسِخَ من صحف أبي بكر الموجودة عند حفصة ، فيكون مصحف عليّ عليهالسلام مطابقاً لمصحف أبي بكر ، وهو مقبول عند عامّة الناس والصحابة.
فالأستاذان ـ في الفقرة السابقة ـ قد قبلا بوجود مخالفة ما بين مصحف عثمان ومصحف الإمام عليّ عليهالسلام ، لكنّهما علّلا ذلك بأنّ الموجود في مصحف أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام هو من تفسير الإمام عليهالسلام لا من كلام الله تعالى ، مع أنّ الإمام عليهالسلام لم يقبل بهذا التبرير والتعليل ، بل يعتقد بأنّ الموجود في مصحفه من تفسير وتأويل قد أخذه من فم رسول الله(صلى الله عليه وآله) وليس هو من تفسيره وكلامه عليهالسلام.
ولا يمكن انفكاك كلام الرسول(صلى الله عليه وآله) عن القرآن المجيد؛ إذ لا يتصوّر معرفة مراد كلام الله إلاّ بعد معرفة تفسيره من قبل رسول الله(صلى الله عليه وآله).
وقد كان الصحابة يكتبون ما ليس قرآناً في مصاحفهم ، كالذي كانوا يكتبونه شرحاً لمعنى أو بياناً لناسخ ومنسوخ أو نحو ذلك(١).
وعليه فمصحف الإمام عليّ عليهالسلام هو المصحف الأكمل من بين مصاحف الصحابة ؛ لأنّ فيه الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ، والتنزيل والتأويل ، كما فيه معنى بعض الآيات وبيان شأن نزولها ، إلى غير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مناهل العرفان : ١٨٨.