عن جابر بن عبدالله الأنصاري ، وكان جابر يأتيه يتعلّم منه. ونحن سنأتي بهذا الخبر في الهامش بعد قليل.
أمّا بالنسبة إلى ما نسبوه إلى أُبيِّ بْنِ كَعْب من أنّه أدخل سورتي الحفد والخلع في القرآن ، فهو لم يضف هاتين السورتين إلى القرآن بل أضافهما عمر ابن الخطّاب ثمّ نسب ذلك إلى أمثال أُبيّ بن كعب ، وقد يكونانِ ذهبا معاً إلى هذا الرأي ، لكنّ هذا لا يدعو إلى التعريض به وبقراءته ومصحفه ؛ لأنّه ـ حسبما يقولون ـ اجتهد ، والمجتهد إن أصاب فله أَجْرانِ وإن أخطأ فله أجرٌ واحِدٌ!!!
وباعتقادي أنّ ابن مسعود وأبيّ بن كعب حوربا لأجل ارتباطهما بأهل البيت وحبّهما لعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، وما جاء في بعض الأخبار من سقوط بعض السور أو الآيات أو زيادتها في مصحف هذا أو ذاك لا يصير سبباً للوهن في الكتاب العزيز الموجود بين الدفّتين ؛ لأنّها أخبار شاذّة ومردودة لا يعتمد عليها عند الفريقين.
أجل ، لا يمكن لأحد أن ينكر شدّة عثمان مع الصحابة ، فقد ضرب عمّار بن ياسر وداس على مذاكيره فأصابه الفتق(١) ، وأمر ابن زمعة أن يُخرج ابن مسعود من المسجد فأخرجه وضرب به الأرض فكسر ضلعاً من أضلاعه ، فقال ابن مسعود : «قتلني ابن زمعة الكافر بأمر عثمان».
قال الراوي : «فكأنّي أنظر إلى حموشة ساقي عبدالله بن مسعود ورجلاه تختلفان على عنق مولى عثمان»(٢).
كما أحرق عثمان مصحف ابن مسعود ممّا دعاه أن يقول : «لو ملكت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) أنساب الأشراف ٦/١٦٣ ، شرح النهج ٣/٥٠.
(٢) شرح النهج ٣/٤ ، الشافي في الامامة ٤/٢٨٢.