«كنّا عند أبي عبدالله ومعنا ربيعة الرأي فذكرنا القرآن ، فقال أبو عبدالله : إن كان ابن مسعود لا يقرأ على قراءتنا فهو ضالٌّ.
قال ربيعة : ضالٌّ؟
فقال : نعم ضالٌّ ، ثمّ قال أبو عبدالله : أمّا نحن فنقرأ على قراءة أُبيٍّ»(١).
وليس في هذا الكلام وما جاء قبله تجريح لابن مسعود الذي تصوّر كثير من الناس بأنّه من آل محمّد لكثرة دخوله وخروجه عليهم(٢) ، كما أنّه كان أحد السبعة الذين بهم يرزق العباد ويمطرون(٣) ، وهو أيضاً من جملة تلك العصابة المؤمنة(٤) والصالحة(٥) الّتي شهدت جنازة أبي ذر الغفاري حسب تعبير الرسول.
وإنّ تعليل الإمام عليهالسلام : «إن كان ابن مسعود لا يقرأ ...» يفهم منه بأنّ السجية العامّة لابن مسعود كانت موافقة قراءته لقراءة أهل البيت ، لكن إن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الكافي ٢/٦٣٤/باب النوادر/ح ٢٧.
(٢) المعرفة والتاريخ ٢/٣١٥ ، وفيه وما أراه إلاّ عبداً لآل محمّد ، تاريخ دمشق ٣٣/٨٤ ، ٨٥ ،١١٥ ، وفيه وما أراه إلاّ عبد آل محمّد ، سير أعلام النبلاء ١/٤٦٨.
(٣) الكنى والألقاب ١/٢١٦ ، عن تقريب المعارف:٢٣٤.
(٤) مسند أحمد ٥/١٥٥/ح ٢١٤١٠ ، و ٥/١٦٦/ح ٢١٥٠٥ ، عن أبي ذر قال: «سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين ...الخ» ، وانظر مجمع الزوائد ٩/٣٣١ ، قال: رواه أحمد من طريقين ورجال الطريق الأوّل رجال الصحيح.
(٥) كتاب الفتوح لابن أعثم ٢/٣٧٧ ، تاريخ الطبري ٢/٦٣٠ ، الكامل في التاريخ ٣/٢٧ ، وفيه عن أبي ذر قال: سيشهدني قوم صالحون يلون دفني. وكان ابن مسعود قد شهد جنازة أبي ذرّ ، انظر المتسدرك للحاكم ٣/٥٢/ح ٤٣٧٣ ، قال : حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه ، تاريخ دمشق ٦٦/٢١٧ ، الإصابة ٧/١٢٩/ترجمة أبي ذرّ الغفاري.