والنقصان»(١).
ثمّ أضاف : «أنّنا إن سلّمنا أنّ ابن مسعود أنكر المعوّذتين وأنكر الفاتحة بل أنكر القرآن كلّه ، فإنّ إنكاره هذا لا يضرُّنا في شيء ؛ لأنّ هذا الإنكار لا ينقض تواتر القرآن ، ولا يرفع العلم القاطع بثبوته القائم على التواتر. ولم يقل أحد في الدنيا : إنّ من شرط التواتر والعلم اليقينيِّ المبنيِّ عليه ألاّ يخالف فيه مخالف. وإلاّ لأمكن هدم كلّ تواتر ، وإبطال كلّ علم قام عليه ، بمجرّد أن يخالف فيه مخالف ، ولو لم يكن في العير ولا في النفير.
قال ابن قتيبة في مشكل القرآن : ظنّ ابن مسعود أنّ المعوّذتين ليستا من القرآن ، لأنّه رأى النبيّ(صلى الله عليه وآله) يعوّذ بهما الحسن والحسين فأقام على ظنّه ، ولا نقول إنّه أصاب في ذلك وأخطأ المهاجرون والأنصار»(٢).
وعن زرارة عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام أنّه : «سئل عن المعوّذتين : أهما من القرآن؟
فقال الصادق عليهالسلام : هما من القرآن.
فقال الرجل : إنّهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه.
فقال أبو عبدالله عليهالسلام : أخطأ ابن مسعود ـ أو قال : كذب ابن مسعود ـ هما من القرآن ...»(٣).
وروى الكليني بسنده عن عبدالله بن فرقد والمعلّى بن خنيس قالا :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مناهل العرفان: ١٩٢.
(٢) المصدر السابق.
(٣) وسائل الشيعة ٦/١١٥/باب جواز القراءة بالمعوّذتين/ح ٥ ، عن طبّ الأئمّة للزيّات : ١١٤.