يذبّ عنه ، فقال له قائل منهم : وما يمنعك؟ ما أقلّ والله من الخزرج من له عضدان العجوة مالك.
فقال زيد : اشتريت بمالي ، وقطع لي إمامي عمر ، وقطع لي إمامي عثمان.
فقال له ذلك رجل : أعطاك عمر عشرين ألف دينار.
فقال : لا ولكن كان عمر يستخلفني على المدينة ، فوالله ما رجع من مغيب قطّ إلاّ قطع لي حديقة من نخل(١).
كما يظهر من كلام البلاذري أنّه كان أحد الذين هجموا على بيت فاطمة الزهراء عليهاالسلام بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) (٢). ولا يمكن التفصيل أكثر من هذا في حالة زيد ، ومن أراد المزيد فليراجع كتب التراجم والرجال.
كان هذا حال مصاحف الصحابة وأصحابها ، ومصحف زيد بن ثابت وشخصه بالخصوص!
موقف أُبيّ وابن مسعود من السلطة :
لا يسعنا إلاّ أن نؤكّد بأنّ أتباع سلطة الخلافة قد نسبوا إلى ابن مسعود وأُبيّ بن كعب وعليّ بن أبي طالب عليهالسلام وحتّى إلى ابن عبّاس قضايا لا تتّفق مع سيرتهم ، فقالوا : عن ابن مسعود : بأنّه حكّ المعوّذتين من القرآن ، وعن أبيّ أنّه أضاف سورتي الحفد والخلع إلى القرآن ، وعن عليّ بن أبي طالب أنّه أتى بقرآن جديد ، وعن ابن عبّاس أنّه روى الإسرائيليّات ، وهكذا.
وإنّك سترى أنّ ابن مسعود كان يقرأ بالمعوّذتين في صلاته ، وكانتا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تهذيب تاريخ دمشق ٥ / ٤٥١ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٣٤ ، الإصابة ١ / ٥٦٢.
(٢) أنساب الأشراف ١ / ٣٧٥.