في مصحفه ، وقد دافع عنه ابن حزم في المحلّى وقال : «وكلّ ما روي عن ابن مسعود من أنّ المعوّذتين وأمّ القرآن لم تكن في مصحفه فكذب موضوع لا يصحّ ، وإنّما صحّت عنه قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود وفيها أمّ القرآن والمعوّذتان»(١) ، بل صحّح السيوطي إسناد ما مرّ بطرقهم(٢).
وقال ابن حجر : «وقد صحّ عن ابن مسعود إنكار ذلك ، إلى أن قال : قال الفخرالرازي في أوائل تفسيره : الأغلب على الظنّ أنّ هذا النقل عن ابن مسعود كذب باطل. والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل ، بل الرواية صحيحة والتأويل محتمل»(٣).
وفي صحيح مسلم عن عقبة بن عامر أنّه(صلى الله عليه وآله) قرأهما في الصلاة(٤) ، وزاد ابن حبّان من وجه آخر عن عقبة بن عامر أيضاً : «فإن استطعت أن لاتفوتك [قراءتهما] في صلاة فافعل»(٥) ، وأخرج أحمد من طريق أبي العلا ابن الشخير عن رجل من الصحابة أنّ النبيّ أقرأنا المعوّذتين وقال : «إذا أنت صلّيت فاقرأ بهما»(٦) وإسناده صحيح(٧).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المحلّى ١/١٣ ، ومناهل العرفان ١/١٩١ عن كتاب القدح المعلّى لابن حزم أيضاً.
(٢) الدرّ المنثور ٨/٦٨٤.
(٣) فتح الباري ٨/٧٤٣ ، جاء عن الرازي في تفسيره الكبير ١/٧٥ ، «فقد نقل عن ابن مسعودحذف المعوّذتين وحذف الفاتحة عن القرآن ويجب علينا إحسان الظنّ به وأن نقول إنّه رجع عن هذه المذاهب» ، وقال في ١/١٧٨: «واعلم إنّ هذا في غاية الصعوبة لأنّا إذا قلنا إنّ النقل المتواتر كان حاصلاً في عصر الصحابة بكون سورة الفاتحة من القرآن فحينئذ كان ابن مسعود عالماً بذلك ...».
(٤) مناهل العرفان: ١٩١ ، عن صحيح مسلم ، باب فضل قراءة المعوّذتين ١/٥٥٨.
(٥) صحيح ابن حبّان ٥/١٥٠/ح ١٨٤٢.
(٦) مسند أحمد بن حنبل ٥/٢٤/ح ٢٠٢٩٩.
(٧) مجمع الزوائد ٧/١٤٨ ، باب ما جاء في المعوّذتين.