والذي قال فيه رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «من أحبّ أن يقرأ القرآن غضّاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أُمّ عبد»(١) ، وعليّ بن أبي طالب عليهالسلام وصي رسول الله(صلى الله عليه وآله)وابن عمّه ، وأن يأخذ بمصحف أُبيّ بن كعب كما هو لأنّه سيّد القراء ، لا أن ينتدب صغار الصحابة مثل زيد بن ثابت ويتّخذ مصاحف كبار الصحابة غطاءً لتصحيح عمل زيد بن ثابت ، وحتّى أنّه لو أراد أن ينتدب صغار الصحابة بدعوى أنّهم أقلّ تعصّباً لرأيهم واعتزازاً بعلمهم ـ حسب قول الدكتور هيكل ـ فكان عليه أن ينتدب أمثال عبدالله بن عبّاس حبر الأمّة ، وغيره من صغار الصحابة ولا يكتفي بزيد بن ثابت فقط.
نعم ، إنّهم أدرجوا أسماء بعض هؤلاء الصحابة في ضِمْنِ المُشْرِفيْنَ على عمل اللجنة كإدراجهم اسم أُبيّ بن كعب ، لكن من الصعب قبول هذا الكلام ، وذلك لوفاته قبل ذلك التاريخ وفي آخر عهد الشيخين وأوائل عهد عثمان بن عفّان على وجه الخصوص ، وإنّ إتيان محمّد بن اُبي بمصحف أبيه إلى القوم يؤكّد عدم وجود اُبيّ في ذلك التاريخ ، إذ لو كان موجوداً لآتاهم هو بنفسه بمصحفه لا أن يؤتى بمصحفه بواسطة ابنه محمّد وخصوصاً قد عرفت بأنّه مات قبل مجيء الجمعة!!!
إنّ عمل عثمان كان إساءة لهؤلاء الصحابة ، وتجريحاً لهم وإن جاء تحت غطاء التجليل والاحترام لكبار الصحابة وإشراكهم في عملية الجمع ، ولأجل ذلك امتنع ابن مسعود أن يسلّم نسخته إلى اللجنة ، مصرِّحاً بأنّه أعلم من زيد ، وأنّه عرف الإيمان وزيد في صلب أبيه الكافر(٢) ، كما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سنن ابن ماجة ١/٤٩/ح ١٣٨ ، وانظر الأحاديث المختارة ١/٩٣/ح ١٨ ، ١/٣٨٥/ح٢٦٨.
(٢) انظر سنن الترمذي ٥/٢٨٥/ح ٣١٠٤ وفيه : والله لقد أسلمت وإنّه لفي صلب رجل كافر.قال : حديث حسن.