٥ ـ في كلام ابن عبدالبرّ : «إنّ الإمام عليهالسلام جمع القرآن عند موت النبيّ(صلى الله عليه وآله)وولاية أبي بكر على حسب الأحرف السبعة ، لا كجمع عثمان على حرف واحد ـ حرف زيد بن ثابت ـ».
٦ ـ قال الإمام عليهالسلام ـ حسب رواية الذهبي ـ : «والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيما نزلت ، وأين نزلت»(١) ، وعلى من نزلت. قال سعيد ابن المسيّب : «لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني إلاّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام»(٢).
إذاً مسألة جمع القرآن ترتبط بنحو وآخر بالإمام عليّ عليهالسلام وأمّا سائر الجامعين للقرآن ، فقد كانوا من الصحابة ، وهم ليسوا بمعصومين باعتراف الجميع ، وخصوصاً زيد بن ثابت الذي خالفه كبار الصحابة أمثال ابن مسعود ، هذا من جهة.
ومن جهة اُخرى لم يرد دليل من العقل أو الشرع على وجوب اتّباع مصحف صحابي بعينه ، لاحتمال وقوعه في الغلط والاشتباه ، وأن يكون ممّن قدّم ما أخّره الله أو أخّر ما قدّمه الله. لهذا نرى الخلفاء اعتمدوا شاهدين عند تدوينهم المصحف ، أي أنّهم اعتمدوا البيّنة لا التواتر في عملهم ، ومعناه عدم اعتقادهم بوجود نسخة صحيحة عند أحد من الصحابة بحيث يمكن اعتمادها أصلاً في تدوين المصحف.
أو قل إنّهم بادّعائهم الخاطئ أرادوا أن يقولوا بشيء خطير وهو وجود تواتر إجمالي على عدم تحقّق جمع القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فإنّهم بهذا الكلام ضربوا الدين في صميمه ؛ لأنّه لو ثبت ما قالوه لأمكن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تاريخ الإسلام ٣/٦٣٧.
(٢) تاريخ دمشق ٤٢/٣٩٩.