يوجد»(١).
* وقال الذهبي (ت ٧٤٨ هـ) في تاريخ الإسلام في ضمن عدّة روايات في فضائل الإمام عليّ عليهالسلام ، قال : «ومنها عن سليمان الأحمسي ، عن أبيه ، قال : قال عليّ : والله ما نزلت آية إلاَّ وقد علمت فيما نزلت ، وأين نزلت ، وعلى من نزلت ، وإنّ ربّي وهب لي قلباً عقولاً ، ولساناً ناطقاً»(٢).
* وقال محمّد بن سيرين : «لمّا توفّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) أبطأ عليّ عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر فقال : أكرهت إمارتي؟ فقال : لا ، ولكن آليت لا أرتدي بردائي إلاَّ إلى الصلاة ، حتّى أجمع القرآن ، فزعموا أنّه كتبه على تنزيله ، فقال محمّد : لو أصبتُ ذلك الكتاب كان فيه العلم»(٣).
* وقال سعيد بن المُسَيّب : «لم يكن أحد من الصحابة يقول : (سلوني) إلاَّ عليّ»(٤).
هذه هي مجموعة من النصوص وهي تنبئك عن اتفاق الفريقين على وجود هذا المصحف ، وللمزيد يمكنك الرجوع إلى كتاب البرهان للزركشي (ت ٧٩٤ هـ) ، والفرقان لابن الخطيب (ت ٨٠٩ هـ) ، والإتقان للسيوطي (ت ٩١١ هـ) ، ومناهل العرفان للزرقاني (ت ١٣٦٧ هـ) ، وغيرهم كي ترى أنَّ امتداد الاعتراف بوجود هذا المصحف كان سائداً حتّى في العصور اللاحقة.
وهذه الروايات والأقوال وإن كنّا لا نقبل تفصيلاتها ، لكنّها متّفقة على
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) التسهيل لعلوم التنزيل ١/٤.
(٢) تاريخ الإسلام ٣ / ٦٣٧ ، وذكره أيضاً ابن سعد في الطبقات الكبرى ٢ / ٣٣٨ ، والبلاذري في أنساب الأشراف ٢ / ٩٩ طبعة مؤسسة الأعلمي.
(٣) الاستيعاب لابن عبدالبر ٣ / ٩٧٤ ، شرح ابن أبي الحديد ٦ / ٤١.
(٤) تاريخ الإسلام ٣/٦٣٧ ـ ٦٣٨.