ويروى عن محمّد بن سيرين أنّه كان كثيراً ما يتمنّاه ، ويقول : لو صادفنا ذلك التأليف لصادفنا فيه علماً كثيراً.
وقد قيل : إنّه كان في مصحفه المتن والحواشي؛ وما يعترض من الكلامين المقصودين كان يكتبه على العرض والحواشي»(١).
* وفي تاريخ دمشق لابن عساكر (ت ٥٧١ هـ) عن ابن سيرين ، قال : «قال عليّ عليهالسلام : لمّا مات رسول الله(صلى الله عليه وآله) آليت أن لا آخُذَ عَلَيَّ ردائي إلاَّ لصلاة جمعة حتَّى أجمع القرآن ، فَجَمَعَهُ»(٢).
* وفي شرح النهج لابن أبي الحديد (ت ٦٥٦ هـ) ، قال أبو بكر [الجوهري] : «وقد روي في رواية أخرى أنّ سعد بن أبي وقّاص كان معهم في بيت فاطمة عليهاالسلاموالمقداد بن الأسود أيضاً ، وأنّهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليّاً عليهالسلام ، فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت ، فخرج إليه الزبير بالسيف ، وخرجت فاطمة عليهاالسلام تبكي وتصيح ، فنهنهت من الناس ، وقالوا : ليس عندنا معصية ولا خلاف في خير اجتمع عليه الناس ، وإنّما اجتمعنا لنؤلّف القرآن في مصحف واحد ، ثمّ بايعوا أبا بكر فاستقرّ الأمر واطمأنّ الناس»(٣).
* وقال محمّد بن جزي الكلبي (ت ٧٤١ هـ) في التسهيل لعلوم التنزيل : «كان القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) متفرّقاً في الصحف وفي صدور الرجال ، فلمّا توفّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) قعد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في بيته فجمعه على ترتيب نزوله ، ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير ، ولكنّه لم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار ١/١٢٠ ـ ١٢١.
(٢) انظر تاريخ دمشق ٤٢/٣٩٨ ،٣٩٩.
(٣) شرح النهج لابن أبي الحديد ٢/٥٧.