جمعت القرآن»(١).
* وروى المستغفري (ت ٤٣٢ هـ) في فضائل القرآن بإسناده عن كثير بن أفلح ، قال : «اختلف الناس في القراءة في إمارة عثمان ... إلى أن قال فلمّا قبض رسول الله(صلى الله عليه وآله) لزم عليّ بن أبي طالب بيته ، فقيل لأبي بكر : إنّ عليّاً كره إمارتك ، فأرسل إليه أبوبكر فقال له : تكره إمارتي؟ فقال : لا ، ولكن كان النبيّ(صلى الله عليه وآله)حيّاً والوحي ينزل ، والقرآن يزاد فيه ، فلمّا قبض النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، جعلت على نفسي أن لا أرتدي بردائي حتّى أجمعه للناس ، فقال أبوبكر : أحسنت ، قال محمّد : فطلبت ما أَلَّفَ فأعياني ، ولم أقدر عليه ، ولو أصبته كان فيه علمٌ كثيرٌ»(٢).
* قال ابن عبدالبرّ (ت ٤٦٣ هـ) في الاستذكار : «وجَمْعُ عليّ بن أبي طالب للقرآن أيضاً عند موت النبيّ(صلى الله عليه وآله) وولاية أبي بكر ، فإنّما كلّ ذلك على حسب الحروف السبعة لا كجمع عثمان على حرف واحد ـ حرف زيد بن ثابت ـ وهو الذي بأيدي الناس بين لوحي المصحف اليوم»(٣).
* وفي شواهد التنزيل للحسكاني (من اعلام القرن الخامس) بسنده عن السدي ، عن عبدخير ، عن عليّ عليهالسلامأنّه : «رأى من الناس طَيْرَةً عند وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فأقسم أن لا يضع على ظهره رداءً حتّى يجمع القرآن ، فجلس في بيته حتّى جمع القرآن ، فهو أوّل مصحف جمع فيه القرآن ، جمعه من قلبه ، وكان عند آل جعفر»(٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) حلية الأولياء ١/٦٧ ، ترجمة الإمام عليّ ، وانظر كنز العمّال ١٣/٦٦/ح ٣٦٤٧٣.
(٢) فضائل القرآن للمستغفري ١/٣٥٨/ح ٤٢٠.
(٣) الاستذكار ٢/٤٨٥.
(٤) شواهد التنزيل ١/٣٧/ح ٢٣ ، الصاحبي ، لابن فارس : ٣٢٦.