الموضوع بل في نفسه في عالم الأعيان.
وخلاصة هذا
النّزاع أنّ ما هو في ضمير في نفسه وفي غيره بإرجاعه تارة إلى الكلمة كما هو قول
الرّضيّ (قده) وأخرى إلى المعنى كما هو المنقول عن ابن حاجب واختار شيخ سيّدنا
الأستاذ صاحب الكفاية كلام المحقّق الرّضيّ وقال في تفسيره : إنّ المعنى في حدّ
ذاته لا مستقلّ ولا لا مستقلّ والخصوصيّات ناشئة من طور الاستعمال وقال المحقّق
الشّريف في حاشيته على المطوّل : إنّ المعنى إن كان ملحوظا على النّحو الآلي
والمرآتي يكون حرفيّا وإن كان ملحوظا على نحو الاستقلال يكون اسميّا.
والفرق بين
المعنى الاسميّ والحرفيّ هو اللحاظ الاستقلاليّ واللّحاظ الآلي اي إذا لوحظ المعنى
آلة للملاحظة الغير يكون المعنى حرفيّا. وقال بعض المحشّين على القوانين : إنّ
المعنى الحرفيّ هو الارتباط بين المفاهيم المستقلّة وألفاظ الحروف ليست إلّا
موضوعة بإزاء تلك الارتباطات.
وأمّا المعنى
الاسميّ فهو نفس هذه المفاهيم المستقلّة الّتى لا ربط بينها في حدّ ذاتها مع قطع
النّظر عن الرّوابط.
وقال المحقّق
العلّامة صاحب الحاشية على المعالم : إنّ المعنى الحرفيّ هو المعنى الإنشائيّ
الإيقاعيّ والمعنى الاسميّ ما ليس كذلك.
وأنت خبير بأنّ
هذه الأقوال لا يشفي الغليل.
أمّا ما أفاده
المحقّق الرّضيّ واختار المحقّق الخراسانيّ ففيه أنّ الّذي لا يمكن إنكاره هو عدم
إمكان استعمال من وإلى على نحو الخبريّة او الابتدائيّة والانتهائيّة فإن لم يكن
فرق ذاتيّ بين الحروف والأسماء فلم لا يمكن استعمال كلّ في مقام الآخر؟
وأمّا ما أفاده
الآخرون في تفسير التّعريف ففيه أنّه على خلاف تعريف المشهور بأنّ من للابتداء
وإلى للانتهاء مع أنّ الحرف لو دلّ على معنى في غير هذا المعنى كيف يمكن دلالتهما
للابتداء والانتهاء؟