هذا لو قلنا بان الخطاب بمثل يا ايها الناس اتقوا فى الكتاب حقيقة الى غير النبى صلىاللهعليهوآله بلسانه) اى بلسان انه خطاب للنبى ص من باب اياك اعنى واسمعى يا جاره (واما اذا قيل بانه) هو (المخاطب والموجه اليه الكلام حقيقة وحيا او الهاما فلا محيص الا عن كون الاداة فى مثله للخطاب الايقاعى لا الحقيقى ولو مجازا وعليه لا مجال لتوهم اختصاص الحكم المتكمل له الخطاب بالحاضرين بل يعم المعدومين فضلا عن الغائبين) قلت قد عرفت انه لا مانع عن كون الخطاب حقيقيا خاصا والحكم عام لعموم عنوانه المنطبق على المخاطب كما عرفت تحقيقه وقد خرجنا من هذه المسألة وهى فى غاية الوضوح فالحمد لله وذلك فضل الله (فصل) (ربما قيل انه يظهر لعموم الخطابات الشفاهية للمعدومين ثمرتان الاولى حجيته ظهور الخطابات لهم كالمشافهين وفيه به مبنى على اختصاص حجيه الظواهر بالمقصودين بالافهام وقد حقق عدم الاختصاص بهم) وان الصواب فى ذلك التفصيل بان المعنى الموجه بالخطاب ان كان المقصود به افهام المخاطب خاصه كان الخطاب له خاصه فلا يكون الظهور حجة فى حق غيره وان كان المقصود بالافهام اعم من المقصود بالخطاب كان حجة قطعا والى ذلك اشار قده بقوله (ولو سلم فاختصاص المشافهين بكونهم مقصودين بذلك) اى بالافهام (ممنوع) اذ لا ملازمة عقلا ولا شرعا ولا عرفا بين اختصاص الخطاب واختصاص قصد الافهام كما هو كذلك فى المقام فانا لا نسلم اختصاصهم بذلك (بل الظاهر ان الناس كلهم الى يوم القيمة يكون) شأنهم (كذلك وان لم يعمهم الخطاب كما يومئ اليه) بل ينص عليه (غير واحد من الاخبار) الواردة فى الاستشهاد بآيات الكتاب الصريحة فى ذلك (الثانية صحة التمسك باطلاقات الخطابات القرآنية بناء على التعميم لثبوت الاحكام لمن وجد وبلغ من المعدومين وان لم يكن متحدا مع المشافهين فى الصنف) فيما اذا شك لاجل ذلك فى ثبوت الحكم لان الخطاب من حيث عمومه لهم بمنزلة الخطاب لهم ابتداء فى الاخذ باطلاقه وعمومه مع الشك فى تقييده وتخصيصه (وعدم صحته) اى التمسك بناء (على عدمه) اى عدم التعميم (لعدم كونها حينئذ متكفلة لاحكام غير المشافهين