لان
يصار اليه إلّا بدليل آخر) مع تساويهما فى الظهور اللهم (إلّا ان يكون ما ابقى
على المفهوم اظهر) هذا ما افاده المصنف قده مطابقا فى جملة منه لما افاده المقرر فى هذا
المقام والتحقيق على ما يقضى به النظر الدقيق فى خصوص مسئلة الاذان والجدران ويعلم
غيرها منها هو ان الجملتين الشرطيتين لا مفهوم لهما كما عرفت فان كان هناك مفهوم
فهو للتحديد ولذا قد استفيد من قوله ع أليس قد بلغوا الموضع الذى يسمعون فيه أذان
مصرهم ما استفيد من الشرطية فلا تكون بما هى شرطية منشإ مثل ما استفيد من اخبار
تحديد المسافة فان المستفاد من حملياتها عين المستفاد من شرطياتها ولعمرى انه فى
غاية الوضوح بعد تتبع المحاورات وامعان النظر فيها واما التحديدان فبين منطوق كل
منهما ومفهوم الآخر تعارض العموم من وجه ظاهرا إلّا ان التامل التام يعطى عدم
التعارض اصلا بيان ذلك ان خفاء الاذان ليس له إلّا مرتبة واحدة ولا يقبل الشدة
والضعف فبمجرد خفائه يثبت الحكم والدليل نص فى ان اول زمان خفائه هو الحد واما
خفاء الجدران والتوارى عن البيوت فلا ريب فى ان له مراتب مبدئها اول ارتفاع ما كان
يبصره منها وهو قريب من الرؤية التفصيلية لجميع ما فيها وما هى عليه اول مراتب
خفائها هو خفاء تلك المرتبة من الرؤية ثم لا تزال تشتد مرتبة الخفاء حتى تخفى
الاشباح وقد اجمعوا ظاهرا على عدم ارادة هذه المرتبة فيبقى الحال مرددا بين باقى
المراتب فيحمل حينئذ على ارادة المرتبة المساوية لمرتبة خفاء الاذان فيكون التحديد
بخفاء الاذان مفسرا للتحديد بخفاء الجدران بعد القطع بعدم ارادة ظاهره وحمله على
خفاء الصور تحكم لمساواتها لبقية المراتب فى ظهور اللفظ وان اختلف الظهور كلما
اختلفت المرتبة شدة وضعفا إلّا انه لا ظهور له فى ارادة خصوص مرتبة خفاء الصور
وكونها اقرب المجازات الى المعنى الحقيقى لا يجعله ظاهرا فيه سيما مع وجود ما
يفسره بل لو سلم ظهوره فى هذه المرتبة وجب حمله على المرتبة المساوية للآخر اما
اولا فلوجوب حمل الظاهر على النص باتفاق الاصوليين واهل المحاورات فى كل لغة لعدم
معقولية التخيير الواقعى بين التحديدين مع اختلافهما فضلا عن كونه هو الغالب فضلا
عن كونه دائما كما ربما يدعى فى هذا المقام واحتمال ان الحد فى الواقع هو المحل
المعين