ما البسه برد الحسن وجودها الخارجى بنحو خاص بل هو ذات النجاة انى وجدت وكيف وجدت ومثل ذلك الاستقبال للوارد فان تصور ورود زيد من سفره اكسب خروجك قبل وروده حسنا فعليا وهكذا جميع الاضافات الموجبة لكون المضاف حسنا فعلا وليس معنى كون الحسن بالوجوه والاعتبار هو اجتماع محاسن عديدة متفاوته ينشأ منها امر منبسط على الكل فيكون الحسن معنى مركبا من أجزاء خارجيه بل ذات الفعل تكون حسنه بنفسها بالإضافة الى تلك الوجوه والاعتبارات فكذلك هى فى مقام العلية والتاثير الست ترى انك ربما رايت ان زيدا بنفسه فيه أهلية للاكرام ثم تصورت ما يعود من نفعه اليك بعد ذلك اياما وشهورا وسنين فتقوى بذلك اهليته عندك ثم تتصور ذلك بجميع اطرافه واضافاته البعيدة حتى تستوجب ذاته فعلا اكرامك له فقد اثرت تلك الاضافات الذهنية معنى فيه وخصوصية اوجبت تاثيره فعلا وان لم توجد تلك المعانى المضاف اليها فى الخارج وبالجملة فالافعال تكسب باضافاتها علما وتصورا الى ما لا حظّ له فى الوجود الخارجى الا بعد زمان طويل خصوصيات فعليه فى ذواتها بها تكون حسنه ان كانت جهات حسن وقبيحة ان كانت جهات قبح ومؤثرة ان كانت جهات تأثير وكثير من الموجودات الخارجية على هذا المنوال فان تولد مؤمن من صلب هذا الكافر من بعد بطون عديدة يورث حسنا فعليا وخصوصية مؤثره فى ابقائه حيا بل فى اكرامه وهكذا فى العقد فى المعاملات باضافته الى رضا المالك فعلا او سابقا اولا حقا بحسب التصور والوجود الذهنى فانه يحدث فيه خصوصية توجب تاثيره فعلا ووجود الاجازة كاشف عن تحقق هذه الاضافة فيه المحدثة فيه فى عالم الوجود الذهنى التصورى التصديقى خصوصية التأثير فعلا وبالجملة فالسر والضابط فى ذلك كله ان الاقدام على الافعال لا يكون إلّا بعد تصورها وتصور غاياتها وفوائدها والحكم بفعلها كذلك واذا كان وجود الفائدة علما وتصورا مورثا للاقدام كان كلما له دخل فى ترتب تلك الفائدة من مقتضى وسبب وشرط وعدم مانع يكون دخله بحسب ذلك الوجود وإلّا لم يعقل تصورها الا بعد الوجود من غير فرق فى ذلك بين ان يكون المتصور تكليفا او مكلفا به