لا يكون إلّا بارادة الله واذنه فقد يشاء وجوده وقد يشأ عدمه واما العلة بجميع اجزائها الوجودية فهى بيد العبد فان شاء الله تعالى ترتب المعلول عليها فقد عصى العبد اختيارا وان شاء عدمه لم تصادف معصيته الواقع وثبت له حكم المتجرى وقد حققنا فى محله ان عدم المصادفة للواقع ان كان لاتفاق المانع استحق العقاب وان كان لعدم المقتضى فلا اذا عرفت ما ذكرنا واحطت به خبرا علمت المراد من قول ما شاء الله تعالى كان وما لم يشاء لم يكن وان لله فى عباده المشيئة ولا جبر ولا تفويض وانما هو امر بين الامرين وسيأتى ذلك فى الدليل الثالث إن شاء الله تعالى ولو لا مخافة الاطناب لبسطت الكلام ولكن فيما ذكرناه كفاية لمن وعاه الامر الثالث النقل وهو الآيات والروايات اما الآيات فقوله عزّ من قائل وما تشاءون إلّا ان يشاء الله وقوله ولو شاء الله لهداكم اجمعين واما الروايات فمنها ما ورد عنهم عليهمالسلام وهو قولهم ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن وقولهم (ع) لا جبر ولا تفويض ولكن امر بين الامرين قال قلت وما امر بين امرين قال مثل ذلك رجل رايته على معصية فنهيته فلم نيته فتركته ففعل تلك المعصية فليس حيث لم يقبل منك فتركته انت الذى امرته بالمعصية ومنها قال قلت اجبر الله العباد على المعاصى قال لا قلت ففوض اليهم الامر قال لا قال قلت فما ذا قال لطف من ربك ومنها خبر اليمانى عن ابى عبد الله عليهالسلام قال ان الله خلق الخلق فعلم ما هم صائرون اليه فامرهم ونهاهم فما امرهم به من شيء فقد جعل لهم السبيل الى تركه ولا يكونون آخذين ولا تاركين إلّا باذن الله وخبر إسماعيل ابن جابر قال كان فى مسجد المدينة رجل يتكلم فى القدر والناس مجتمعون قال فقلت يا هذا أسألك قال سل قلت قد يكون فى ملك الله تعالى ما لا يريد قال فاطرق طويلا ثم رفع راسه الى فقال يا هذا لان قلت انه يكون فى ملكه ما لا يريد انه لمقهور ولان قلت لا يكون اقررت لك بالمعاصى قال فقلت لابى عبد الله (ع) سألت هذا القدرى فكان من جوابه كذا وكذا فقال لنفسه نظر اما لو قال غير ما قال لهلك وفى الوافى بالمعاصى يعنى بانه يريدها ولنقتصر على هذا المقدار فانه اليق بالاختصار فانظر