ورجوا ان يكون عنده رخصة فحكم عليهما بالرجم فقال له النعمان بن او فى وبحرى بن عمر وجرت عليهما يا محمد ليس عليهما الرجم فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم بينى وبينكما التورية قالوا قد أنصفتنا قال فمن أعلمكم بالتورية قالوا رجل اعور ليسكن فدك يقال له ابن صوريا فارسلوا اليه فقدم المدينة ـ وكان جبرئيل قد وصفه لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنت ابن صوريا قال نعم قال أنت اعلم اليهود قال كذلك يزعمون قال فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بشىء من التورية فيه الرجم مكتوب فقال له اقرأ فلما اتى اية الرجم وضع كفه عليها وقرا ما بعدها فقال ابن سلام يا رسول الله قد جاوزها وقام فرفع كفه عنها ثم قرا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلى اليهود بان المحصن والمحصنة إذا زنيا وقامت عليهما البينة رجما وان كانت المرأة حبلى تربص بها حتى تضع ما فى بطنها فامر رسول الله صلىاللهعليهوسلم باليهوديين فرجما فغضب اليهود لذلك وانصرفوا فانزل الله تعالى هذه الاية (لِيَحْكُمَ) الكتاب أسند الحكم الى الكتاب لكونه سببا للحكم او ليحكم النبي صلىاللهعليهوسلم (بَيْنَهُمْ) على وفق الكتاب (ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ) عطف على يدعون وفيه استبعاد لتوليتهم مع علمهم بانه الحق من ربهم (وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (٢٣) اى هم قوم عادتهم الاعراض عن الحق والجملة حال من فريق وهى نكرة مخصصة بالصفة وقال قتادة معناه ان اليهود دعوا الى حكم كتاب الله يعنى القران فاعرضوا عنه وروى الضحاك عن ابن عباس فى هذه الاية ان الله تعالى جعل القرآن حكما فيما بينهم وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم فحكم القران على اليهود والنصارى انهم على غير الهدى فاعرضوا عنه. (ذلِكَ) التولي عن كتاب الله بعد العلم به والاعراض عن الحق (بِأَنَّهُمْ) اى بسبب تسهيل امر العقاب على أنفسهم باعتقاد فاسد وهو انهم (قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) أربعين يوما عدد ايام عبادة ابائهم العجل كما مر فى سورة البقرة (وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) (٢٤) اى هذا القول او ان آباءهم الأنبياء يشفعون لهم او ان يعقوب وعده الله تعالى ان لا يعذب أولاده. (فَكَيْفَ) خبر لمبتدا محذوف يعنى فكيف حالهم (إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ) اى جزاء ما عملت من خير او شر (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (٢٥)