وجوبه سمعا بصيغة الأمر (وَعَلَى اللهِ) خاصة (فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (١٦٠) لعلمهم وايمانهم بانه لا ناصر سواه. (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ) قرا ابن كثير وابو عمرو وعاصم يغلّ بفتح الياء وضم الغين على البناء للفاعل والباقون بضم الياء وفتح الغين على البناء للمفعول ـ والغلول الخيانة فى الغنائم فعلى القراءة الاولى قال محمد بن إسحاق هذا فى الوحى والمعنى انه ما كان لنبى ان يكتم شيئا من الوحى رغبة او رهبة او مداهنة ـ وقيل ان الأقوياء ألحوا على النبي صلىاللهعليهوسلم يسئلونه فى المغنم فانزل الله تعالى وما كان لنبىّ ان يغلّ فيعطى قوما ويمنع آخرين بل عليه ان يقسم بينهم بالسوية ـ واخرج ابو داود والترمذي وحسنه عن ابن عباس قال نزلت هذه الاية فى قطيفة حمراء افتقدت يوم بدر فقال بعض الناس لعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخذها فانزل الله تعالى (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ) يعنى ان الاخذ من الغنيمة لا يحل للنبى وهو غلول ـ وقال الكلبي ومقاتل نزلت فى غنائم أحد حين ترك الرماة المركز للغنيمة وقالوا نخشى ان يقول النبي صلىاللهعليهوسلم من أخذ شيئا فهو له وان لا يقسمها كالم يقسمها يوم بدر فتركوا المركز ووقعوا فى الغنائم فقال لهم النبي صلىاللهعليهوسلم الم اعهد إليكم لن لا تتركوا المركز حتى يأتيكم امرى قالوا تركنا بقية إخواننا وقوفا فقال النبي صلىاللهعليهوسلم بل ظننتم انا تغل فلا نقسم لكم فانزل الله تعالى هذه الاية واخرج ابن ابى شيبة فى المصنف وابن جرير عن الضحاك مرسلا انه بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم طلايع فغنم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقسم على من معه ولم يقسم للطلائع فنزلت هذه الاية فيكون تسمية حرمان بعض المستحقين غلولا تغليظا ومبالغة ـ وعلى القراءة الثانية لها وجهان أحدهما ان يكون المعنى ما كان للنبى ان ينسب الى الغلول ويكون مرجع القراءتين واحدا ـ وثانيهما ان يكون معناه ما كان لنبى ان يخان يعنى ان يخونه أمته ـ قال قتادة ذكر لنا انها نزلت فى طائفة غلت من أصحابه ـ واخرج الطبراني فى الكبير بسند رجاله ثقات عن ابن عباس قال بعث النبي صلىاللهعليهوسلم جيشا فردت رأيته ثم بعث فردت بغلول رأس غزال من ذهب فنزلت هذه الاية وما كان لنبىّ ان يغلّ (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ) قال الكلبي يمثل له ذلك الشيء فى النار فيقال له انزل فخذه فينزل فيحمله على ظهره فاذا بلغ موضعه وقع فى النار ثم كلف ان ينزل اليه فيخرجه يفعل ذلك به عن ابى هريرة قال خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم عام خيبر فلم يغنم ذهبا ولا فضة الا الأموال والثياب والمتاع قال فوجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم نحو وادي القرى وكان رفاعة بن زيد وهب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم عبدا اسود يقال له مدعم قال فخرجنا