عليه وسلم ليأتين على أمتي كما اتى على بنى إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى ان كان منهم من اتى امه علانية لكان فى أمتي من يصنع ذلك وان بنى إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم فى النار الا ملة واحدة قالوا من هى يا رسول الله قال ما انا عليه وأصحابي ـ رواه الترمذي وفى رواية احمد وابى داود عن معاوية ثنتان وسبعون فى النار وواحدة فى الجنة وهى الجماعة وانه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى (١) بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب لصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ـ قلت فلم يتفرق الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فى زمن النبي صلىاللهعليهوسلم ولا فى خلافة ابى بكر وعمرو عثمان وأول بغى كان على الامام الحق خروج اهل المصر على عثمان رضى الله عنه ـ وأول اختلاف وقع فى امر الخلافة كان من معاوية غفره الله تعالى وقال (كُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) ـ وأول اختلاف وقع فى الدين اختلاف الحرورية الذين خرجوا على على عليهالسلام ـ ثم أوقع الخلاف ورفض الحق عبد الله بن سبا منشأ الروافض ـ ثم ظهر مذهب الاعتزال فى زمن التابعين فتشبثوا بأذيال الفلاسفة واشتغلوا بقيل وقال وأحبوا كثرة الجدال وتركوا ظواهر كتاب الله المتعال وسنة نبيه ومذهب السلف اهل الكمال بتقليد آرائهم الكاسدة المنشئات الضلال ـ (وَاذْكُرُوا) يا معشر الأنصار (نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ) التي من جملتها الهداية للاسلام المودي الى التالف (إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً) قبل الإسلام (فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) بالإسلام (فَأَصْبَحْتُمْ) اى صرتم (بِنِعْمَتِهِ) برحمته وهدايته (إِخْواناً) فى الدين والولاية والمحبة ـ قال محمد بن إسحاق وغيره من اهل الاخبار كانت الأوس والخزرج أخوين لاب وأم فوقعت بينهما عداوة بسبب قتيل فتطاولت العداوة والحرب بينهم مائة وعشرين سنة الى ان أطفاه الله بالإسلام والف بينهم برسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان بدو إسلامهم وألفتهم ان سويد بن الصامت أخا بنى عمرو بن عوف يسميه قومه الكامل القوة والصبر ـ نهايه منه رح لجلده ونسبه قدم مكة حاجّا او معتمرا وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد بعث وامر بالدعوة فتضدى له حين سمع به ودعاه الى ربه عزوجل والى الإسلام فقال له سويد فلعل الذي معك
__________________
(١) اى يتواقعون فى الأهواء الفاسدة ويتداعون فيها تشبيها بجرى الفرس ـ والكلب بالتحريك داء معروف يعرض للكلب فمن عرضه قتله ـ نهايه ـ منه رحمهالله