البقرة ولا الحجّ قبل الكهف ، ألاترى قول عائشة للّذي سألها : (لا يضرّك أيَّة قرأت قبل) ، وقد كان النّبيّ (صلى الله عليه وآله) يقرأ في الصّلاة السّورة في ركعة ، ثمّ يقرأ في ركعة أُخرى بغير السّورة الّتي تليها»(١).
قال الشيخ معرفة بعد روايته عن الإمام الصادق عليهالسلام وابن عبّاس : أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان يعرف انقضاء سورة بنزول (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) : ... كان كتبة الوحي يعرفون بوجوب تسجيل الآيات ضمن السُّورة الّتي نزلت بَسْمَلتها ، حسب ترتيب نزولها واحدة تِلو أُخرى كما تنزل ، من غير حاجة إلى تصريح خاصّ بشأن كلّ آية آية.
هكذا ترتّبت آيات السُّوَر وِفق ترتيب نزولها على عهد الرّسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، وهذا ما نسمّيه (التّرتيب الطّبيعي) وهو العامل الأوّل الأساسيّ للتّرتيب الموجود بين الآيات في الأكثريّة الغالبة» ، إلى أن يقول : « ... وقد نجد تغييراً موضعيّاً في آية أو آيات على خلاف ترتيبها الطّبيعيّ ، في حين عدم نصّ خاصّ بشأن هذا التّغيير. وربّما كانت الآية نزلت فكتبها كاتب ، ثمّ نزلت أُخرى فكتبها كاتب آخر في غيبة الأوّل ، فسجّلها قبل الأُولى من غير أن يعلم بما سجّله ذاك ، فعند الجمع الأخير في حياة الرّسول (صلى الله عليه وآله) أو بعد وفاته حصل ذلك التّغيير الموضعيّ لعدّة قليلة من الآيات.
وهذا احتمال نحتمله بشأن هكذا آيات خرجت عن التّرتيب الطّبيعيّ ، ولم نجد عليها نصّاً خاصّاً. هذا الاحتمال بنفسه كاف في عدم
__________________
(١) تفسير القرطبي ١ / ٦١ ، باب ما جاء في ترتيب سور القرآن.