كما أنّ النجاشي نقل في فهرسته قصّة بشأن أبي جعفر ابن قِبَة الرازي المتكلّم المشهور ، سمعها في مجلس الرضي بحضرة الشيخ المفيد عن أبي الحسين ابن المهلوس العلوي الموسوي ، وهذا دليل على أنّ الشيخ النجاشي كان يتردّد على السيّد الرضي في حياته ويحضر مجلسه(١).
وقد تنبّه لهذا شيخنا العلاّمة الآقا بزرك الطهراني ، وقال : والظاهر أنّ رواية الشيخ عن الرضي بالواسطة ؛ لأنّه توفّي الرضي سنة ٤٠٦ ، وورد الشيخ إلى العراق سنة ٤٠٨ ، فلم يدرك حياة الشريف الرضي في العراق(٢).
وصرّح في موضع آخر : ولم يدرك ـ يعني الشيخ الشريف الرضي(٣).
ولنا أن نحلّ هذا الإشكال بهذه الأجوبة :
الجواب الأوّل : ما ذكرناه آنفاً من أنّ الرواية كانت بالواسطة ، ولم يُصَرَّح بها في هذا الطريق ، وأقوى الاحتمالات هو أنّ هذه الواسطة كانت أخاه السيّد المرتضى الأُستاذ الخاصّ للشيخ الطوسي.
الثاني : أنّ الشيخ روى هذا الكتاب عن السيّد الرضي وتحمّل عنه وجادةً ؛ وهي ـ وإن كانت من أضعف طرق التحمّل ولكنّ الشيخ حصل على نسخة خطّ السيّد الرضي في بغداد ، وأخذ منها نسخة لنفسه ورواها عنه
__________________
(١) الفهرست للنجاشي : ٣٧٦/١٠٢٣.
(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٣/١٥٨.
(٣) النابس في القرن الخامس من الطبقات ٢/١٦١.