الراونديّين (١) ، رواية الشيخ الطوسي (٤٦٠هـ) عن السيّد الرضي (٤٠٦هـ) بلاواسطة ، بينما نحن نعرف أنّ الشيخ الطوسي ورد بغداد في سنة ٤٠٨ هجرية ، يعني بعد وفاة السيّد بسنتين ، فلا شكّ في أنّه لم يلتق بالسيّد الرضي هناك.
واحتمال لقاء الشيخ بالسيّد في أسفارهما واجتماعه بالشيخ الطوسي بعيد ؛ إذ لم يذكره أحد من أرباب التراجم ولا نبّه عليه المؤرّخون ، ونحن نبحث ـ في الأبحاث الرجاليّة والسنديّة عن الوقوع لا عن الاحتمال ..
ومن العجب أنّ الشيخ الطوسي لم يذكر السيّد الرضي في رجاله ولا في فهرسته مع تعدّد كتب السيّد ، بل عاصر أخاه علم الهدى السيّد المرتضى (٤٣٦هـ) وتتلمذ عنده وذكره في فهرسته ، وبعد أن سمّى قسماً كبيراً من تأليفاته ، يقول عنه : «قرأتُ هذه الكتب أكثرها عليه ، وسمعتُ سائرها تُقرَأ عليه دفعات كثيرة»(٢).
والأعجب منه أنّ النجاشي (٤٥٠هـ) معاصر الشيخ الطوسي ، والمولود في بغداد ، قد أدرك السيّد الرضي ، وكتب ترجمته في فهرسته ، وذكر فيها قائمة كتبه ، وذكر فيها كتاب نهج البلاغة ، ولكنّه لم يذكر فيها طريقاً إلى رواية كتبه.
__________________
(١) ورد هذا في عدّة من الإجازات للسيّد الراوندي وابنه عزّ الدين علي وتلامذته ، وكذا في أوّل كتاب منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للقطب الراوندي ١/٥ ، ٦.
(٢) الفهرست للطوسي : ٢٩٠/٤٣٢.