أبي سعد المتطبّب القمّي(١).
فإنّه رحمهالله روى كتاب نهج البلاغة عن شيخه السيّد فضل الله الراوندي إجازةً ، ثمّ قابل نسخته على نسخته بعد وفاته ، ونقل تعاليقها وشروحها على نسخته ؛ وفرغ من نقلها في سنة ٥٨٩ هجريّة.
ثمّ قرأها على ولده عزّ الدين المرتضى علي بن فضل الله الراوندي ، وعلى زين الدين محمّد بن أبي نصر بن محمّد بن علي القمّي بحقّ قراءتهما عليه ؛ حيث صرّح بذلك في نهاية نسخته ـ وسيأتي تفصيلها ؛ وقال عن تلك التعاليق والشروح ، ما نصّه :
|
«عرضتُ هذه النسخة ... على نسخة السيّد الإمام الكبير السعيد ضياء الدين ـ علم الهدى تغمّده الله برحمته وتوّج مفرقه بتيجان مغفرته ، وصحّحتها غاية التصحيح ووشّحتها نهاية التوشيح بحسب وقوفي على حقائقها وإحاطتي بدقائقها ، وشنفت آذان حواشيها بالدرر التي وجدتها فيها ... ثمّ ما اقتصرت على تشنيف آذانها بل سمطتها بالجواهر ، وقلّدتها بالدرر الزواهر التي استجردتها بالغياصة في بحار مصنّفات العلماء ، واستنبطتها من معادن مؤلّفات الفضلاء ، وانتزعت |
__________________
(١) ترجمه منتجب ابن بابويه في الفهرست : ٩١/٣٠٦ ، والحرّ العاملي في أمل الآمل ٢/٢٠٣/٦١٤ ، والآقا بزرك الطهراني في الأنوار الساطعة في المائة السابعة من الطبقات ٤/١١٠.