وعلى هذا تكون هذه التعليقات أقدم الشروح وأوّلها ، وعليه فالسيّد أبوالرضا الراوندي يكون أوّل الشرّاح للكتاب وقبل الوبري الخوارزمي (أواسط القرن ٦) ، وابن فندق البيهقي (٥٦٥هـ) ، والقطب الراوندي (٥٧٣هـ) ، شرّاح نهج البلاغة.
كما أنّ السيّد العلاّمة الطباطبائي قدّم هذا الشرح على باقي الشروح لتقدّم شارحه على باقي الشرّاح زماناً في مقاله الممتّع نهج البلاغة عبر القرون ؛ شروحه حسب التسلسل الزمني(١).
وينقل هذه الشروح والتعاليق بعض الشرّاح ، كما اعتمد عليهاعبد الرحمن ابن محمّد بن إبراهيم العتائقي الغروي (من أعلام القرن الثامن) في شرحه على نهج البلاغة.
وقد حصل على هذه التعليقات والشروح بخطّ السيّد الراوندي ، عدّة من كبار العلماء ، ونقلوها على نسخهم ؛ فمنهم :
الأوّل : جمال الدين أبو نصر علي بن أبي سعد محمّد بن الحسن بن
__________________
من الشروح المستقلّة فيما كتبه إلى أُستاذه من أسماء الكتب التي ينبغي أن ينقل عنها في البحار : «وشرحا النهج للراونديّين وقد نقلتم عنهما في كتاب الفتن من البحار» (أدرج هذاالكتاب العلاّمة المجلسي في كتابه بحار الأنوار ١١٠/١٦٨) والمراد من الراونديّين هماالسيّد والقطب ؛ وللأخير : (منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة) وهو مطبوع.
وكذا عدّه الآقا بزرك الطهراني من الشروح المستقلّة عند عدّه لشروح النهج ؛ ويقول : «شرح النهج» ؛ للسيّد الإمام ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي ... (الذريعة ١٤/١٤٣).
(١) مجلّة تراثنا مؤسسة آل البيت ، العدد ٣٥ ، الصفحة ١٦١.