النقطة الأُولى :
أصالة نسخته :
من الأعمال المهمّة لهذا السيّد الجليل حول نهج البلاغة ، أنّه رحمهالله عندماكان في طور الصِّبا ـ وهي الفترة التي كان فيها مواظباً على الدرس والتحصيل وإتقان المصادر وتصحيحها وروايتها عن المشايخ ، بالإضافة إلى رحلته في طلب العلم من كاشان إلى البلدان المختلفة وقف في بغداد على نسخة الأصل من كتاب نهج البلاغة بخطّ مؤلّفها السيّد الرضي رحمهالله ، فنسخ عنها نسخةً لنفسه وصحّحها ورواها مسندةً عن مشايخ بغداد كما يظهر هذا من بعض القرائن التي سنعرضها في البحث عند روايته للنهج ، وفرغ منها في سلخ ربيع الأوّل من سنة ٥١١ هجريّة(١).
__________________
(١) وهذا المطلب ورد في آخر نسخة من كتاب (نهج البلاغة) فرغ منها كاتبها محمّد رضا التستري في غرّة ربيع الآخر سنة ١٠٥٩هـ ، وهي منقولة عن نسخة من القرن السادس الهجري بخط علي بن محمّد الطبيب القمّي الذي كان من تلامذة السيّد الراوندي ومجازاً عنه ، وهي منقولة عن خطّ أُستاذه السيّد فضل الله الراوندي ؛ والراوندي قد نقلها وكتبها في بغداد سنة ٥١١ هجرية على نسخة الأصل بخطّ الشريف الرضي ، وسيأتي ذكر هذه النسخةومصدرها يعني نسخة الطبيب القمّي.
وكذا ذُكِر هذا على نسخة أبي الفتوح أحمد بن أبي عبدالله بلكو بن أبي طالب الآبي تلميذالعلاّمة الحلّي ؛ فإنّه نسخ نسخته من النهج عن نسخة السيّد الراوندي وصرّح بهذا المطلب في آخرها ، واستنسخ عن نسخته محمّد صادق بن محمّد شفيع اليزدي في سنة