المنقطع النظير في بلاد العالم في علمه وزهده(١).
الثالث : معاصره عماد الدين صفيّ الدين المعروف بالعماد الكاتب الإصفهاني (٥٩٧هـ) ، حيث ترجمه في «خريدة القصر وجريدة أهل العصر» وقال في حقّه : «الشريف النسب ، المنيف الأدب ، الكريم السلف ، القديم الشرف ، العلم العامل ، المفضّل الفاضل ، قبلة القبول ، وعقلة العقول ، ذوالأُبّهة والجمال ، والبديهة والارتجال ، الرائق اللفظ ، الرائع الوعظ ، متقن علوم الشرع في الأصل والفرع ، الحسن الخطّ والحظّ ، السعيد الجَدّ ، والسديدالجِدّ ، له تصانيف كثيرة في الفنون والعيون ، واعظ قد رُزق قبول الخلق ، وفاضل أُتي سعة في الرزق ، مُقلي الكِتابة ، صابيّ الإصابة ، عميدي الاعتماد في الرسائل ، صاحبيّ العصمة لأهل الفضائل.
حصلنا إبان النكبة بقاشان ... سنة ٥٣٣ وأنا في حجر الصغر ... وأقمنا سنة نتردّد إلى المدرسة المجديّة(٢) إلى المكتب ، وكنتُ أرى هذا السيّد ـ
__________________
(١) كتاب النقض : ١٩٨.
(٢) المدرسة المجديّة : بناها السيّد الراوندي ـ رحمه الله ـ في كاشان وهي مدرسة عظيمة ، ضخمة فخمة ، بذل نفقاتها ، وأنفق على طلاّبها وساكنيها الوجيه الخير مجد الدين أبو القاسم عبيد الله بن الفضل بن محمّد ، فسمّيت المدرسة المجديّة باسمه. قال السيّد علي خان المدني في الدرجات الرفيعة : ٥٠٦ : له مدرسة عظيمة بكاشان ليس لها نظير على وجه الأرض ، يسكنها من العلماء والفضلاء والزهّاد والحجّاج خلق كثير ، وفيها يقول ارتجالا [على المنبر] :
ومدرسة أرضها كالسماء |
|
تجلت علينا بآفاقها |