منهم : أُستاذه الخاصّ به أبو منصور الثعالبي (٤٢٩هـ) ، الذي قال عنه في يتيمة الدهر : «أبو يوسف ، يعقوب بن أحمد بن محمّد ـ أيّده الله : قد امتزج الأدب بطبعه ، ونطق الزمان بلسان فضله ، ولئن أحوجه الزمان إلى التأديب على كراهيته إيّاه وتبرّمه به لارتفاع محلّه عنه ، إنّ له أُسوة في المؤدّبين الذين بلغوا معالي الأُمور وبَعُدَ صيتهم بعد الخمول : كالحجّاج بن يوسف ، وعبد الحميد بن يحيى ، وأبي عبيد الله الأشعري كاتب المهدي ، وأبي زيد البلخي ، وأبي سعيد الشيبي ، وأبي الفتح البُستي وغيرهم ، وأليق قول البختري بحاله :
مواعدُ للأيّامِ فيه ورغبتي |
|
إلى الله في إنجازِ تلكَ المواعِدِ |
وكذلك قول ابن الرومي :
أما ترى المِسكَ بينا هُوْ على حَجَر |
|
يُذِلُّه كُلّ ذلّ فِهْرُ عَطّارِ |
إذ بلّغته صُروفُ الدهرِ غايَتَهُ |
|
فحلَّ منزلةً من رأسِ جبّارِ |
وله نثر حسن وشعر بارع ... [ثمّ ذكر عدّة من أشعاره]»(١).
وقال الباخرزي : «لا أعرف اليوم من ينوب منابه في أُصول الأدب محفوظاً ومسموعاً ، حتّى كأنّه قرآن أُوحي إليه مفصلا ومجموعاً ، فتأليفاته للقلوب مآلف ، وتصنيفاته في محاسن أوصافها وِصافُ وصائِف ، والكتب
__________________
(١) يتيمة الدهر ٥/٢٠١.